استحالة طلب الضدين ليس إلا لاجل استحالة طلب المحال واستحالة طلبه من الحكيم
____________________
وهكذا الحال فيما لو كان مشروطا بالبناء على المعصية بل يكون متأخرا عنه بثلاث مراتب لان البناء متأخر عن العصيان لأنه موضوعه (قوله: إلا أنه كان في مرتبة) هذا بظاهره غير معقول لان التقدم الرتبي للامر بالأهم يستلزم التأخر الرتبي للامر بالمهم، وكأن المراد من عدم كون الامر بالمهم في رتبة الامر بالأهم أنه ليس مقارنا له في حدوث التنجز واقتضائه حدوث الداعي العقلي الا انه حينما يتنجز الامر بالمهم لا يسقط الامر بالأهم عن التنجز بل هو على تنجزه كما يظهر من عبارته في حاشيته على الرسائل (قوله: أو العزم) معطوف على المعصية، يعني مجرد تحقق المعصية في المستقبل أو العزم عليها فعلا لا يوجب سقوط الامر بالأهم عن مقام البعث وحينئذ يضاد الامر بالمهم " أقول ": قد عرفت عدم التضاد بين الامرين وعدم التزاحم بينهما. نعم لو كان حدوث البناء على المعصية شرطا في ثبوت الامر بالمهم إلى الأبد وان ارتفع البناء وعزم على موافقة الامر بالأهم كان التزاحم بينهما في محله لأنه بحدوث البناء على المعصية يثبت الامر بالمهم مطلقا ويكون موجبا لصرف القدرة إليه من الأهم وهو خلاف مقتضى الامر بالأهم لكنه خلف إذ المفروض أن الامر بالمهم منوط بالبناء على معصية الامر بالأهم حدوثا وبقاء (قوله: نعم لكنه بسوء اختيار) يعني سلمنا ثبوت الامر بالضدين لكنه كان ناشئا عن سوء الاختيار إذ لولا عصيانه الذي كان شرطا للامر بالمهم لما ثبت الامر به مع الامر بالأهم (قوله: لاجل استحالة)