وقوله سبحانه: (ثم جعلناك على شريعة من الامر...) الآية " الشريعة " لغة مورد المياه وهي في الدين من ذلك لان الناس يردون الدين ابتغاء رحمة الله والتقرب منه و " الامر " واحد الأمور ويحتمل أن يكون واحد الأوامر و (الذين لا يعلمون) هم:
الكفار وفي قوله تعالى: (وان الظالمين بعضهم أولياء بعض والله ولي المتقين) تحقير للكفرة من حيث خروجهم عن ولاية الله تعالى.
(ت) وقد قال صلى الله عليه وسلم يوم أحد: " أجيبوهم فقولوا الله مولانا ولا مولى لكم " وذلك أن قريشا قالوا للصحابة لنا العزى ولا عزى لكم.
وقوله عز وجل: (هذا بصائر للناس) يريد القرآن وهو جمع " بصيرة " وهو المعتقد الوثيق في الشئ كأنه من ابصار القلب قال أبو حيان وقرئ " هذه " أي هذه الآيات انتهى.
وقوله سبحانه: (أم حسب الذين اجترحوا السيئات) قيل: إن الآية نزلت بسبب افتخار كان للكفار على المؤمنين قالوا: لئن كانت آخرة كما تزعمون لتفضلن عليكم فيها كما فضلنا في الدنيا.
و (اجترحوا) معناه اكتسبوا وهذه الآية متناولة بلفظها حال العصاة من حال أهل التقوى وهي موقف للعارفين يبكون عنده وروي عن الربيع بن خيثم انه كان يرددها ليلة حتى أصبح وكذلك عن الفضيل بن عياض وكان يقول لنفسه ليت / شعري من أي الفريقين أنت وقال الثعلبي كانت هذه الآية تسمى مبكاة العابدين قال (ع) واما لفظها فيعطى انه اجتراح الكفر بدليل معادلته بالايمان ويحتمل ان تكون