تفسير الثعالبي - الثعالبي - ج ٥ - الصفحة ٢٠٤
تفسير سورة الجاثية وهي مكية الله الرحمن الرحيم قوله عز وجل: (حم * تنزيل الكتاب من الله العزيز الحكيم * ان في السماوات والأرض لآيات للمؤمنين) قال أبو حيان: أجاز الفخر الرازي في (العزيز الحكيم) ان يكونا صفتين ل‍ " الله " وهو الراجح أو ل‍ " الكتاب " ورد بأنه لا يجوز ان يكونا صفتين للكتاب من وجوه انتهى.
وذكر تبارك وتعالى هنا الآيات التي في السماوات والأرض مجملة غير مفصلة فكأنها إحالة على غوامض تثيرها الفكر ويخبر بكثير منها الشرع فلذلك جعلها للمؤمنين ثم ذكر سبحانه خلق البشر والحيوان وكأنه اغمض فجعله / للموقنين الذين لهم نظر يؤديهم إلى اليقين ثم ذكر اختلاف الليل والنهار والعبرة بالمطر والرياح فجعل ذلك لقوم يعقلون إذ كل عاقل يحصل هذه ويفهم قدرها.
قال (ع) وان كان هذا النظر ليس بلازم ولا بد فان اللفظ يعطيه والرزق المنزل من السماء هو الماء وسماه الله سبحانه رزقا بمآله الله لان جميع ما يرتزق فعن الماء هو.
وقوله: (نتلوها عليك بالحق) أي بالصدق والاعلام بحقائق الأمور في أنفسها.
وقال جلت عظمته: (فبأي حديث بعد الله وآياته يؤمنون) آية تقريع وتوبيخ وفيها
(٢٠٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 199 200 201 202 203 204 205 206 207 208 209 ... » »»
الفهرست