تفسير سورة الحاقة وهي مكية بإجماع بسم الله الرحمن الرحيم قوله عز وجل: (الحاقة * ما الحاقة) المراد بالحاقة القيامة وهي اسم فاعل من حق الشئ يحق لأنها حقت لكل عامل عمله قال ابن عباس وغيره سميت القيامة حاقة لأنها تبدي حقائق الأشياء و (الحاقة) مبتدأ و (ما) مبتدأ ثان والحاقة الثانية خبر (ما) والجملة خبر الأولى وهذا كما تقول: زيد ما زيد على معنى التعظيم له وإبهام التعظيم أيضا ليتخيل السامع أقصى جهده.
وقوله: (وما أدراك ما الحاقة) مبالغة في هذا المعنى أي إن فيها ما لم تدره من أهوالها وتفاصيل صفاتها ثم ذكر تعالى تكذيب ثمود وعاد بهذا الأمر الذي هو حق مشيرا إلى أن من كذب بذلك ينزل به ما نزل بأولئك و (القارعة) من أسماء القيامة أيضا لأنها تقرع القلوب بصدمتها.
وقوله سبحانه: (فأما ثمود فأهلكوا بالطاغية) قال قتادة معناه بالصيحة التي خرجت عن حد كل صيحة وقيل: المعنى بسبب الفيئة الطاغية وقيل بسبب الفعلة الطاغية وقال ابن زيد ما معناه الطاغية مصدر كالعاقبة فكأنه قال بطغيانهم وقال أبو