تفسير سورة الفيل وهي مكية باجماع بسم الله الرحمن الرحيم هذه السورة تنبيه على العبرة في اخذ الله تعالى لأبرهة أمير الحبشة حين قصد الكعبة ليهدمها وكان صاحب فيل يركب وقصته شهيرة في السير فيها تطويل واختصارها ان أبرهة بني في اليمن بيتا وأراد أن يرد إليه حج العرب فذهب اعرابي واحدث في ذلك البيت فغضب أبرهة واحتفل في جموعه وركب الفيل وقصد مكة فلما قرب منها فرت قريش إلى الجبال والشعاب من معرة الجيش ثم تهيأ أبرهة لدخول مكة وهيأ الفيل فاخذ نفيل بن حبيب بأذن الفيل وكان اسمه محمودا فقال له أبرك محمود فإنك في حرم الله وارجع من حيث جئت راشدا فبرك الفيل بذي الغميس فبعثوه فأبى فضربوا رأسه بالمعول وراموه بمحاجنهم فأبى فوجهوه راجعا إلى اليمن فقام يهرول فبعث الله عليهم طيرا جماعات جماعات سودا من البحر عند كل طائر ثلاثة أحجار في منقاره ورجليه كل حجر فوق العدسة ودون الحمصة ترميهم بها فماتوا في طريقهم متفرقين وتقطع أبرهة أنملة أنملة حتى مات وحمى الله بيته والأبابيل:
الجماعات تجئ شيئا بعد شئ قال أبو عبيدة: لا واحد له من لفظه قال الفخر و (في تضليل) معناه في تضييع وابطال يقال ضلل كيده إذا جعله ضالا ضائعا ونظيره قوله تعالى: (وما كيد الكافرين الا في ضلال) [غافر: 25] انتهى والعصف ورق الحنطة وتبنه والمعنى صاروا طحينا ذاهبا كورق حنطة أكلته الدواب وراثته فجمع