اشربا قال: فأخذت الكوز فشربنا منه فإذا هو أطيب من المسك وأبرد من الثلج وأحلى من العسل فقلت من أنت رحمك الله فقال عبد لمولاك فقلت له بم وصلت إلى هذا فقال تركت هواي لمرضاته فأجلسني في الهواء ثم غاب عني ولم أره انتهى.
وقوله تعالى: (على علم) قال ابن عباس المعنى على علم من الله تعالى سابق وقالت فرقة أي على علم من هذا الضال بتركه للحق واعراضه عنه فتكون الآية على هذا التأويل من آيات العناد من نحو قوله (وجحدوا بها واستيقنتها أنفسهم) [النمل: 14].
وقوله تعالى، (وختم على سمعه وقلبه وجعل على بصره غشاوة) استعارات كلها.
وقوله: (من بعد الله) فيه حذف مضاف تقديره من بعد إضلال الله إياه واختلف في معنى قولهم (نموت ونحيا) فقالت فرقة المعنى يموت الآباء ويحيا الأبناء وقالت فرقة المعنى نحيا ونموت فوقع في اللفظ تقديم وتأخير وقولهم (وما يهلكنا الا الدهر) أي طول الزمان.
وقوله سبحانه: (وإذا تتلى عليهم آياتنا بينات) يعني قريشا (ما كان حجتهم الا ان قالوا ائتوا بآبائنا) أي: يا محمد أحي لنا قصيا حتى نسأله إلى غير ذلك من هذا النحو فنزلت الآية في ذلك ومعنى (ان كنتم صادقين) أي في قولكم انا نبعث بعد الموت.
ثم امر الله تعالى نبيه ان يخبرهم بالحال السابقة في علم الله التي لا تبدل بأنه يحيي الخلق ثم يميتهم... إلى آخر الآية وباقي الآية بين.