تفسير سورة فصلت وهي مكية بسم الله الرحمن الرحيم روى أن عتبة بن ربيعة ذهب إلى النبي صلى الله عليه وسلم ليحتج عليه ويبين له أمر مخالفته لقومه فلما فرغ عتبة من كلامه قال النبي صلى الله عليه وسلم " بسم الله الرحمن الرحيم " (حم * تنزيل من الرحمن الرحيم * كتاب فصلت آياته) إلى قوله (فان أعرضوا فقل أنذرتكم صاعقة مثل صاعقة عاد وثمود) [السجدة: 13] فأرعد الشيخ وقف شعره وأمسك على فم النبي صلى الله عليه وسلم وناشده بالرحم أن يمسك وقال حين فارقه والله لقد سمعت شيئا ما هو بالشعر ولا هو بالكهانة ولا هو بالسحر ولقد ظننت أن صاعقة العذاب على رأسي و (الرحمن الرحيم) صفتا رجاء ورحمة الله عز وجل و (فصلت) معناه بينت (آياته) أي فسرت معانيه / ففصل بين حلاله وحرامه ووعده ووعيده وقيل فصلت في التنزيل أي نزل نجوما ولم ينزل مرة واحدة وقيل فصلت بالمواقف وأنواع أواخر الآي ولم يكن يرجع إلى قافية ونحوها كالسجع والشعر وقوله تعالى (لقوم يعلمون) قالت فرقة: يعلمون الأشياء ويعقلون الدلائل فكان القرآن فصلت آياته لهؤلاء إذ هم أهل الانتفاع بها فخصوا بالذكر تشريفا وقالت فرقة
(١٢٥)