وقوله تعالى: (ان في ذلك لآيات لقوم يتفكرون) قال الغزالي في " الاحياء " الفكر والذكر أعلى مقامات الصالحين وقال رحمه الله أعلم أن الناظرين بأنوار البصيرة علموا أن لا نجاة الا في لقاء الله عز وجل وانه لا سبيل إلى اللقاء الا بان يموت العبد محبا لله تعالى وعارفا به وان المحبة والانس لا يتحصلان من الا بدوام ذكر المحبوب وان المعرفة لا تحصل الا بدوام الفكر ولن يتيسر دوام الذكر والفكر الا بوداع الدنيا وشهواتها والاجتزاء منها بقدر البلغة والضرورة ثم قال: والقرآن جامع لفضل الذكر والفكر والدعاء مهما كان بتدبر انتهى.
وقوله تعالى: (قل للذين أمنوا يغفروا...) الآية قال أكثر الناس هذه الآية منسوخة بآية القتال وقال فرقة بل هي محكمة قال (ع) الآية في تضمن الغفران عموما فينبغي ان يقال: ان الأمور العظام كالقتل والكفر مجاهرة ونحو ذلك قد نسخت غفرانه آية السيف والجزية وما أحكمه الشرع لا محالة وان الأمور الحقيرة كالجفاء في القول ونحو ذلك تحتمل ان تبقى محكمة وأن يكون العفو عنها أقرب إلى التقوى.
وقوله: (أيام الله) قالت فرقة: معناه أيام انعامه ونصره وتنعيمه في الجنة وغير ذلك وقال مجاهد (أيام الله) أيام نقمه وعذابه وباقي الآية بين.
وقوله سبحانه: (فما اختلفوا الامن بعد ما جاءهم العلم بغيا بينهم...) الآية قد تقدم بيان نظيرها في سورة يونس وغيرها.