وقوله: (ان أدوا) مأخوذ من الأداء كأنه يقول: إن ادفعوا إلي وأعطوني ومكنوني من بني إسرائيل وإياهم أراد بقوله: (عباد الله) وقال ابن عباس المعنى اتبعوني إلى ما أدعوكم إليه من الحق فعباد الله على هذا منادى مضاف والمؤدى هي الطاعة والظاهر من شرع موسى عليه السلام انه بعث إلى دعاء فرعون إلى الايمان وان يرسل بني إسرائيل فلما أبى ان يؤمن ثبتت المكافحة في أن يرسل بني إسرائيل وقوله بعد (وإن لم تؤمنوا لي فاعتزلون) كالنص في أنه أخر الامر انما يطلب إرسال بني إسرائيل فقط.
وقوله: (وان لا تعلوا على الله...) الآية المعنى: كانت رسالته وقوله: (ان أدوا) (وان لا تعلوا على الله) أي على شرع الله وعبر بالعلو عن الطغيان والعتو و (ان ترجمون) معناه الرجم بالحجارة المؤدى إلى القتل قاله قتادة وغيره وقيل:
أراد الرجم بالقول والأول أظهر لأنه الذي عاذ منه ولم يعذ من الآخر.
(قلت) وعن ابن عمر قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم " من استعاذ بالله فأعيذوه ومن سألكم بالله فاعطوه ومن استجار بالله فأجيروه ومن أتى إليكم بمعروف فكافئوه فان لم تقدروا فادعوا له حتى تعلموا ان قد كافأتموه " رواه أبو داود والنسائي والحاكم وابن حبان في " صحيحيهما " واللفظ للنسائي وقال الحاكم صحيح على شرط الشيخين - يعنى البخاري ومسلما - أه من " السلاح ".
وقوله: (فاعتزلون) متاركة صريحة قال قتادة: أراد خلوا سبيلي.