المعادلة بين الاجتراح وعمل الصالحات ويكون الايمان في الفريقين ولهذا بكى الخائفون رضي الله عنهم.
(ت) وروى ابن المبارك في " رقائقه " بسنده ان تميما الداري رضي الله عنه بات ليلة إلى الصباح يركع ويسجد ويردد هذه الآية (أم حسب الذين اجترحوا السيئات) الآية ويبكي - رضي الله عنه - انتهى.
وقوله: (ساء ما يحكمون) " ما " مصدرية والتقدير ساء الحكم حكمهم.
وقوله سبحانه: (أفرأيت من اتخذ إلهه هواه...) الآية تسلية للنبي صلى الله عليه وسلم أي: لا تهتم بأمر الكفرة من أجل اعراضهم عن الايمان وقوله: (إلهه هواه) إشارة إلى الأصنام إذ كانوا يعبدون ما يهوون من الحجارة وقال قتادة المعنى لا يهوى شيئا الا ركبه لا يخاف الله فهذا كما يقال الهوى اله معبود وهذه الآية وان كانت نزلت في هوى الكفر فهي متناولة جميع هوى النفس الامارة قال النبي صلى الله عليه وسلم " و العاجز من اتبع نفسه هواها وتمنى على الله " وقال سهل التستري هواك داؤك فان خالفته فدواؤك وقال وهب إذا عرض لك أمران وشككت في خيرهما فانظر أبعدهما من هواك فأته ومن الحكمة في هذا قول القائل: [الطويل] إذا أنت لم تعص الهوى قادك الهوى * إلى كل ما فيه عليك مقال.
قال الشيخ ابن أبي جمرة قوله صلى الله عليه وسلم " فيقال: من كان يعبد شيئا فليتبعه " " شيئا " يعم جميع الأشياء مدركة كانت أو غير مدركة فالمدرك كالشمس والقمر وغير المدرك مثل الملائكة والهوى لقوله عز وجل: (أفرأيت من اتخذ إلهه هواه) وما أشبه ذلك انتهى قال القشيري في " رسالته " وحكي عن أبي عمران الواسطي قال انكسرت بنا السفينة فبقيت انا وامرأتي على لوح وقد ولدت في تلك الحال صبية فصاحت بي وقالت: يقتلني العطش فقلت هو ذا يرى حالنا فرفعت رأسي فإذا رجل في الهواء جالس في يده سلسلة من ذهب وفيها كوز من ياقوت احمر فقال هاك