تفسير سورة " الشرح " وهي مكية باجماع بسم الله الرحمن الرحيم عدد الله تعالى على نبيه نعمه عليه في أن شرح صدره للنبوة وهيأه لها وذهب الجمهور إلى أن شرح الصدر المذكور انما هو تنويره بالحكمة وتوسيعه لتلقى ما يوحى إليه وقال ابن عباس وجماعة هذه إشارة إلى شرحه بشق جبريل عنه في وقت صغره وفي وقت الاسراء إذ التشريح شق اللحم والوزر الذي وضعه الله عنه هو عند بعض المتأولين الثقل الذي كان يجده صلى الله عليه وسلم في نفسه من أجل ما كانت قريش فيه من عبادة الأصنام فرفع الله عنه ذلك الثقل بنبوته وإرساله وقال أبو عبيدة وغيره المعنى خففنا عنك أثقال النبوة وأعناك على الناس وقيل الوزر هنا الذنوب نظير قوله تعالى (ليغفر لك الله ما تقدم من ذنبك) [الفتح: 2] وقد تقدم بيانه الثعلبي: وقيل معناه عصمناك من احتمال الوزر انتهى (وانقض) معناه جعله نقضا اي هزيلا من الثقل قال عياض ومعنى انقض اي كاد ينقضه انتهى (ورفعنا لك ذكرك) اي نوهنا باسمك قال (ع) ورفع الذكر نعمة على الرسول وكذلك هو جميل حسن للقائمين بأمور الناس وخمول الاسم والذكر حسن للمنفردين للعبادة والمعنى في هذا التعديد انا قد فعلنا جميع هذا بك فلا تكترث بأذى قريش فان الذي فعل بك هذه النعم سيظفرك بهم قال عياض: وروى أبو سعيد الخدري ان النبي صلى الله عليه وسلم قال " اتاني جبريل فقال إن ربي وربك يقول: أتدري كيف رفعت ذكرك؟ قلت الله تعالى اعلم قال إذا ذكرت ذكرت معي " انتهى ثم قوى سبحانه رجاءه بقوله (فان مع العسر يسرا) وكرر تعالى
(٦٠٤)