تفسير سورة " العلق " وهي مكية باجماع بسم الله الرحمن الرحيم قوله تعالى: (اقرأ باسم ربك) هو أول ما نزل من كتاب الله تعالى نزل صدر هذه الآية إلى قوله (ما لم يعلم) في غار حراء حسب ما ثبت في صحيح البخاري وغيره ومعنى قوله (اقرأ باسم ربك) اي اقرأ هذا القرآن باسم ربك اي مبتدئا باسم ربك ويحتمل أن يكون المقروء الذي امر بقراءته هو (باسم ربك الذي خلق) كأنه قيل له اقرأ هذا اللفظ والعلق جمع علقة وهي القطعة اليسيرة من الدم والانسان هنا اسم جنس ثم قال تعالى (اقرأ وربك الأكرم) على جهة التأنيس كأنه يقول امض لما أمرت به وربك ليس كهذه الأرباب بل هو الأكرم الذي لا يلحقه نقص ثم عدد تعالى نعمة الكتابة بالقلم على الناس وهي من أعظم النعم.
و (علم الانسان ما لم يعلم) قيل: هو آدم وقيل [هو] اسم جنس وهو الأظهر.
وقوله تعالى (كلا ان الانسان ليطغى) إلى اخر السورة نزلت في أبي جهل وذلك أنه طغى لغناه وكثرة من يغشى ناديه فناصب رسول الله صلى الله عليه وسلم ونهاه عن الصلاة في المسجد وقال لئن رأيت محمدا يسجد عند الكعبة لأطأن عنقه فيروى أن النبي صلى الله عليه وسلم رد عليه القول وانتهره وعبارة الداودي فتهدده النبي صلى الله عليه وسلم فقال أبو جهل أتهددني؟ اما والله اني لأكثر أهل الوادي ناديا فنزلت الآية انتهى.
و (كلا) رد على أبي جهل ويتجه ان تكون بمعنى حقا والضمير في (رآه) للانسان المذكور كأنه قال إن رأي نفسه غنيا وهي رؤية قلبية ولذلك جاز ان يعمل فعل