تفسير سورة " عبس " وهي مكية باجماع الله الرحمن الرحيم قوله تعالى: (عبس وتولى * ان جاءه الأعمى) سببها: ان النبي صلى الله عليه وسلم كان يدعو بعض صناديد قريش ويقرأ عليه القرآن ويقول له هل ترى بما أقول بأسا فكان ذلك الرجل يقول لا والدمى يعنى الأصنام إذ جاء ابن أم مكتوم فقال يا رسول الله استدنني وعلمني مما علمك الله فكان [في] ذلك كله قطع لحديث النبي صلى الله عليه وسلم مع الرجل فلما شغب عليه ابن أم مكتوم عبس صلى الله عليه وسلم وأعرض عنه فنزلت الآية قال سفيان الثوري:
فكان بعد ذلك إذا رأى ابن أم مكتوم قال مرحبا بمن عاتبني فيه ربي عز وجل وبسط له رداءه واستخلفه على المدنية مرتين * ت * والكافر المشار إليه في الآية هو:
الوليد بن المغيرة قاله ابن إسحاق انتهى ثم اكد تعالى عتب نبيه بقوله (اما من استغنى) اي بماله (فأنت له تصدى) اي تتعرض.
وقوله: (وهو يخشى) اي: يخشى الله (فأنت عنه تلهى) اي تشتغل تقول لهيت عن الشئ ألهى إذا اشتغلت عنه وليس من اللهو وهذه الآية السبب فيها هذا ثم هي بعد تتناول من شاركهم في هذه الأوصاف فحملة الشرع والعلم مخاطبون بتقريب الضعيف من أهل الخير وتقديمه على الشريف العاري من الخير مثل ما خوطب به النبي صلى الله عليه وسلم في هذه السورة قال عياض وليس في قوله تعالى (عبس و تولى) الآية ما يقتضي اثبات ذنب للنبي صلى الله عليه وسلم أو انه خالف امر ربه سبحانه وانما في الآية الاعلام بحال