تفسير سورة " الكافرون " وهي مكية اجماعا بسم الله الرحمن الرحيم روي في سبب نزول هذه السورة عن ابن عباس وغيره ان جماعة من صناديد قريش قالوا للنبي صلى الله عليه وسلم دع ما أنت فيه ونحن نمولك ونملكك علينا وإن لم تفعل هذا فلتعبد آلهتنا ونعبد إلهك حتى نشترك فحيث كان الخير نلناه جميعا وروي ان هذه الجماعة المذكورة هم الوليد بن المغيرة والعاصي بن وائل وأمية بن خلف وأبي بن خلف وأبو جهل وأبناء الحجاج ونظراؤهم ممن لم يكتب له الاسلام وحتم بشقاوته فأخبرهم صلى الله عليه وسلم عن امر الله عز وجل انه لا يعبد ما يعبدون وانهم غير عابدي ما يعبد ولما كان قوله (لا اعبد) محتملا ان يراد به الآن ويبقى المستأنف منتظرا ما يكون فيه من عبادته جاء البيان بقوله (ولا انا عابد ما عبدتم) اي ابدا ثم جاء قوله (ولا أنتم عابدون ما اعبد) الثاني حتما عليهم انهم لا يؤمنون به ابدا كالذي كشف الغيب ثم زاد الامر بيانا وتبريا منهم قوله: (لكم دينكم ولي دين) وقال بعض العلماء في هذه الألفاظ مهادنة ما وهي منسوخة.
(٦٣٤)