المسألة الرابعة: * (عسى) * توهم الشك مثل * (لعل) * وهي من الله تعالى يقين، ومنهم من قال إنها كلمة مطمعة، فهي لا تدل على حصول الشك للقائل إلا أنها تدل على حصول الشك للمستمع وعلى هذا التقدير لا يحتاج إلى التأويل، أما إن قلنا بأنها بمعنى * (لعل) * فالتأويل فيه هو الوجوه المذكورة في قوله تعالى: * (لعلكم تتقون) * (البقرة: 183) قال الخليل: * (عسى) * من الله واجب في القرآن قال: * (فعسى الله أن يأتي بالفتح) * (المائدة: 52) وقد وجد * (وعسى الله أن يأتيني بهم جميعا) * (يوسف: 83) وقد حصل والله أعلم.
أما قوله تعالى: * (والله يعلم وأنتم لا تعلمون) * فالمقصود منه الترغيب العظيم في الجهاد وذلك لأن الإنسان إذا اعتقد قصور علم نفسه، وكمال علم الله تعالى، ثم علم أنه سبحانه لا يأمر العبد إلا بما فيه خيرته ومصلحته، علم قطعا أن الذي أمره الله تعالى به وجب عليه امتثاله، سواء كان مكروها للطبع أو لم يكن فكأنه تعالى قال: يا أيها العبد اعلم أن علمي أكمل من علمك فكن مشتغلا بطاعتي ولا تلتفت إلى مقتضى طبعك فهذه الآية في هذا المقام تجري مجرى قوله تعالى في جواب الملائكة * (إني أعلم ما لا تعلمون) *.
قوله تعالى * (يسألونك عن الشهر الحرام قتال فيه قل قتال فيه كبير وصد عن سبيل الله وكفر به والمسجد الحرام وإخراج أهله منه أكبر عند الله والفتنة أكبر من القتل ولا يزالون يقاتلونكم حتى يردوكم عن دينكم إن استطاعوا ومن يرتدد منكم عن دينه فيمت وهو كافر فأولئك حبطت أعمالهم في الدنيا والاخرة وأولئك أصحاب النار هم فيها خالدون) *.
في الآية مسائل: