(لأخذنا منه باليمين) أي: لأخذناه بالقوة والقدرة، قاله الفراء، والمبرد، والزجاج. قال ابن قتيبة:
إنما أقام اليمين مقام القوة، لأن قوة كل شئ في ميامنه.
قوله [عز وجل]: (ثم لقطعنا منه الوتين) وهو عرق يجري في الظهر حتى يتصل بالقلب، فإذا انقطع بطلت القوى، ومات صاحبه. قال أبو عبيدة: الوتين: نياط القلب، وأنشد الشماخ:
إذا بلغتني وحملت رحلي * عرابة ذلك فاشرقي بدم الوتين وقال الزجاج: الوتين: عرق أبيض غليظ كأنه قصبة.
قوله [عز وجل]: (فما منكم من أحد عنه حاجزين) أي: ليس منكم أحد يحجزنا عنه، وإنما قال تعالى: (حاجزين) لأن أحدا يقع على الجمع، كقوله [عز وجل]: (لا نفرق بين أحد من رسله)، هذا قول الفراء، وأبي عبيدة، والزجاج. ومعنى الكلام: لا يتكلف الكذب لأجلكم مع علمه أنه لو تكلف ذلك لعاقبناه، ثم لم يقدر على دفع عقوبتنا عنه (وإنه) يعني: القرآن (لحسرة على الكافرين) في يوم القيامة. يندمون إذا لم يؤمنوا به (وإنه لحق اليقين) إضافة إلى نفسه لاختلاف اللفظين، كقوله [عز وجل]: (ولدار الآخرة). وقال الزجاج: المعنى: وإنه لليقين حق اليقين، وقد شرحنا هذا المعنى، وما بعدها في الواقعة.