يأتيانها منكم)، وقوله: (إن الإنسان خلق هلوعا) في كثير من القرآن يؤدي معنى الواحد عن الجميع.
قوله [عز وجل]: (والملائكة بعد ذلك ظهير) أي: ظهرا، وهذا مما لفظه لفظ الواحد، ومعناه الجمع، ومثله ثم (يخرجكم طفلا)، وقد شرحناه هناك. ثم خوف نساءه، فقال [عز وجل]: (عسى ربه إن طلقكن) وسبب نزولها ما روى أنس عن عمر بن الخطاب قال: بلغني بعض ما آذى به رسول الله نساؤه، فدخلت عليهن، فجعلت أستقرئهن، واحدة واحدة، فقلت:
والله لتنتهن، أو ليبدلنه الله أزواجا خيرا منكن، فنزلت هذه الآية. والمعنى: واجب من الله (إن طلقكن) رسوله (أن يبدله أزواجا خيرا منكن مسلمات) أي: خاضعات لله بالطاعة (مؤمنات) مصدقات بتوحيد الله (قانتات) أي: طائعات (سائحات) فيه قولان:
أحدهما: صائمات، قاله ابن عباس، والجمهور. وقد شرحنا هذا والمعنى عند قوله [عز وجل]: (السائحون).
والثاني: مهاجرات، قاله زيد بن أسلم. وابنه. (والثيبات) جمع ثيب، وهي المرأة التي قد تزوجت، ثم ثابت إلى بيت أبويها، فعادت كما كانت غير ذات زوج. " والأبكار ": العذارى.
يا أيها الذين آمنوا قوا أنفسكم وأهليكم نارا وقودها الناس والحجارة عليها ملائكة غلاظ شداد لا يعصون الله ما أمرهم ويفعلون ما يؤمرون (6) يا أيها الذين كفروا لا تعتذروا اليوم إنما تجزون ما كنتم تعملون (7) يا أيها الذين آمنوا توبوا إلى الله توبة نصوحا عسى ربكم أن يكفر عنكم سيئاتكم ويدخلكم جنات تجري من تحتها الأنهار يوم لا يخزي الله النبي والذين آمنوا معه نورهم يسعى بين أيديهم وبأيمانهم يقولون ربنا أتمم لنا نورنا واغفر لنا إنك على كل شئ قدير (8)