أحدهما: أنها النفخة الأولى، قاله عطاء.
والثاني: الأخيرة، قاله ابن السائب، ومقاتل. قوله (وحملت الأرض والجبال) [أي: حملت الأرض والجبال] وما فيها (فدكتا دكة واحدة) أي: كسرتا، ودقتا دقة واحدة، لا يثني عليها حتى تستوي بما عليها من شئ، فتصير كالأديم الممدود. وقد أشرنا إلى هذا المعنى في (الأعراف) عند قوله [عز وجل]: (جعله دكا). قال الفراء: وإنما قال: فدكتا، ولم يقل: فدككن، لأنه جعل الجبال كالشئ الواحد، كقوله [عز وجل]: (أن السماوات والأرض كانتا رتقا) وأنشدوا:
هما سيدانا يزعمان وإنما * يسوداننا أن يسرت غنماهما والعرب تقول: قد يسرت الغنم: إذا ولدت، أو تهيأت للولادة.
قوله [عز وجل]: (فيومئذ وقعت الواقعة) أي: قامت القيامة (وانشقت السماء) [لنزول] من فيها من الملائكة (فهي يومئذ واهية) فيه قولان.
أحدهما: أن وهيها: ضعفها وتمزقها من الخوف، قاله مقاتل.
والثاني: أنه تشققها، قاله الفراء (والملك) يعني: الملائكة، فهو اسم جنس (على أرجائها) أي: على جوانبها. قال الزجاج: ورجاء كل شئ: ناحيته، مقصور. والتثنية: رجوان، والجمع:
أرجاء. وأكثر المفسرين [على] أن المشار إليها السماء. قال الضحاك: إذا انشقت السماء كانت الملائكة على حافتها حتى يأمرهم الله تعالى، فينزلون إلى الأرض، فيحيطون بها، ومن عليها.
وروي عن سعيد بن جبير أنه قال: على أرجاء الدنيا.
قوله [عز وجل]: (ويحمل عرش ربك فوقهم) فيه ثلاثة أقوال:
أحدها: فوق رؤوسهم، أي: العرش على رؤوس الحملة، قاله مقاتل.
والثاني: فوق الذين على أرجائها، أي: أن حملة العرش فوق الملائكة الذين هم على أرجائها.