ولحى. وذكر ابن السائب أن معنى " فأحسن صوركم " أحكمها. وما بعد هذا ظاهر إلى قوله [تعالى]: (ويعلم ما تسرون) وروى المفضل عن عاصم " يسرون " و " يعلنون " بالياء فيهما (ألم يأتكم نبأ الذين كفروا من قبل) هذا خطاب لأهل مكة خوفهم ما نزل بالكفار قبلهم، فذلك قوله [عز وجل]: (فذاقوا وبال أمرهم) أي: جزاء أعمالهم، وهو ما أصابهم من العذاب في الدنيا (ولهم عذاب أليم) في الآخرة (ذلك) الذي أصابهم (بأنه كانت تأتيهم رسلهم بالبينات) فينكرون ذلك، ويقولون: (أبشر) أي: ناس مثلنا (يهدوننا؟!) والبشر اسم جنس معناه الجمع، وإن كان لفظه واحدا (فكفروا وتولوا) أي: أعرضوا عن الإيمان (واستغنى الله) عن إيمانهم وعبادتهم.
زعم الذين كفروا أن لن يبعثوا قل بلى وربى لتبعثن ثم لتنبؤن بما عملتم وذلك على الله يسير (7) فآمنوا بالله ورسوله والنور الذي أنزلنا والله بما تعملون خبير (8) يوم يجمعكم ليوم الجمع ذلك يوم التغابن ومن يؤمن بالله ويعمل صالحا يكفر عنه سيئاته ويدخله جنت تجري من تحتها الأنهر خالدين فيها أبدا ذلك الفوز العظيم (9) والذين كفروا وكذبوا بآيتنا أولئك أصحاب النار خالدين فيها وبئس المصير (10) ما أصاب من مصيبة إلا بإذن الله ومن يؤمن بالله يهد قلبه والله بكل شئ عليم (11) وأطيعوا الله وأطيعوا الرسول فإن توليتم فإنما على رسولنا البلغ المبين (12) الله لا إله إلا هو وعلى الله فليتوكل المؤمنون (13) يا أيها الذين آمنوا إن من أزواجكم وأولادكم عدوا لكم فاحذروهم وإن تعفوا وتصفحوا وتغفروا فإن الله غفور رحيم (14) إنما أموالكم وأولادكم فتنة والله عنده أجر عظيم (15) فاتقوا الله ما استطعتم واسمعوا وأطيعوا وأنفقوا خيرا لأنفسكم ومن يوق شح نفسه فأولئك هم المفلحون (16)