سورة الشرح مكية وآياتها ثمان مكية بإجماعهم بسم الله الرحمن الرحيم ألم نشرح لك صدرك (1) ووضعنا عنك وزرك (2) الذي أنقض ظهرك (3) ورفعنا لك ذكرك (4) فإن مع العسر يسرا (5) إن مع العسر يسرا (6) فإذا فرغت فانصب (7) وإلى ربك فارغب (8) قوله [تعالى]: (ألم نشرح لك صدرك) الشرح: الفتح بإذهاب ما يصد عن الإدراك.
والله تعالى فتح صدر نبيه للهدى والمعرفة بإذهاب الشواغل التي تصدر عن إدراك الحق. ومعنى هذا الاستفهام: التقرير، أي: فعلنا ذلك (ووضعنا عنك وزرك) أي: حططنا عنك إثمك الذي سلف في الجاهلية، قاله ابن عباس، والحسن، وقتادة، والضحاك، والفراء، وابن قتيبة في آخرين. وقال الزجاج:
المعنى: أنه غفر له ما تقدم من ذنبه وما تأخر. قال ابن قتيبة: وأصل الوزر: ما حمله الإنسان على ظهره، فشبه بالحمل فجعل مكانه. ومعنى (أنقض ظهرك) أثقله حتى سمع نقيضة، أي: صوته. وهذا مثل، يعني: أنه لو كان حملا يحمل لسمع نقيض الظهر منه. وذهب قوم إلى أن المراد بهذا تخفيف أعباء النبوة