والرابع: أن آخر طعمه مسك، قاله سعيد بن جبير، والفراء، وأبو عبيدة، وابن قتيبة، والزجاج في آخرين.
قوله [عز وجل]: (وفي ذلك فليتنافس المتنافسون) أي: فليجدوا في طلبه، وليحرصوا عليه بطاعة الله. والتنافس: كالتشاح على الشئ، والتنازع فيه.
قوله [عز وجل]: (ومزاجه من تسنيم) فيه قولان.
أحدهما: أنه اسم عين في الجنة، قال ابن مسعود وهي عين في الجنة يشربها المقربون صرفا، وتمزج لأصحاب اليمين.
والثاني: أن التسنيم الماء، قاله الضحاك. قال مقاتل: وإنما سمي تسنيما، لأنه يتسنم عليه من جنة عدن، فينصب عليهم انصبابا، فيشربون الخمر من ذلك الماء. قال ابن قتيبة: يقال: إن التسنيم أرفع شراب في الجنة. ويقال: إنه يمتزج بماء ينزل من تسنيم، أي: من علو. وأصل هذا من سنام البعير، ومن تسنيم القبور. وهذا أعجب إلي، لقول المسيب بن علس في وصف امرأة:
كأن بريقتها للمزاج * من ثلج تسنيم شيبت عقارا أراد: كأن بريقتها عقارا شيبت للمزاج من ثلج تسنيم، يريد: جبلا. قال الزجاج: المعنى:
ومزاجه من ماء تسنيم عينا تأتيهم من تسنيم، أي: من علو يتسنم عليهم من الغرف. ف " عينا " في هذا القول منصوبة، كما قال [عز وجل]: (أو إطعام في يوم ذي مسغبة يتيما). ويجوز أن تكون " عينا " منصوبة بقوله: يسقون عينا، أي: من عين. وقد بينا معنى " يشرب بها " في هل أتى.
إن الذين أجرموا كانوا من الذين آمنوا يضحكون (29) وإذا مروا بهم يتغامزون (30) وإذا انقلبوا إلى أهلهم انقلبوا فكهين (31) وإذا رأوهم قالوا إن هؤلاء لضالون (32)