والثالث: أنهم فوق أهل القيامة، حكاهما الماوردي (يومئذ) أي: يوم القيامة (ثمانية) فيه ثلاثة أقوال:
أحدها: ثمانية أملاك. وجاء في الحديث أنهم اليوم أربعة، فإذا كان يوم القيامة أمدهم الله بأربعة آخرين، وهذا قول الجمهور.
والثاني: ثمانية صفوف من الملائكة لا يعلم عدتهم إلا الله عز وجل، قاله ابن عباس، وابن جبير، وعكرمة.
والثالث: ثمانية أخرى من الكروبيين لا يعلم عددهم إلا الله عز وجل، قاله مقاتل. وقد روى أبو داود في " سننه " من حديث جابر بن عبد الله عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: " أذن لي أن أحدث عن ملك من ملائكة الله من حملة العرش، أن ما بين شحمة أذنه إلى عاتقه مسيرة تسع مائة عام ".
قوله [عز وجل]: (يومئذ تعرضون) على الله لحسابكم (لا تخفى) عليه. قرأ حمزة، والكسائي: " لا يخفى " بالياء. وقرأ الباقون بالتاء. والمعنى: لا يخفى عليه (منكم خافية) أي:
نفس خافية، أو فعلة خافية. وفي حديث أبي موسى عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: " تعرض الناس يوم القيامة ثلاث عرضات، فأما عرضتان فجدال، ومعاذير، وأما الثالثة، فعندها تتطاير الصحف في الأيدي، فآخذ بيمينه، وآخذ بشماله، وكان عمر بن الخطاب يقول: حاسبوا أنفسكم قبل أن تحاسبوا، وزنوها قبل أن توزنوا، وتزينوا للعرض الأكبر، يومئذ لا تخفى منكم خافية. قوله (فيقول: هاؤم) قال الزجاج: " هاؤم " أمر للجماعة بمنزلة هاكم. تقول للواحد: ها يا رجل، وللاثنين: هاؤما يا رجلان. وللثلاثة: هاؤم يا رجال. قال المفسرون: إنما يقول هذا ثقة بسلامته وسرورا بنجاته. ذكر مقاتل أنها نزلت في أبي سلمة بن عبد الأسد.
قوله [عز وجل]: (إني ظننت) أي: علمت وأيقنت (أني ملاق حسابيه) أي: أبعث،