وأحاسب في الآخرة (فهو في عيشة) أي: في حالة من العيش (راضية) قال الفراء: أي: فيها الرضى. وقال الزجاج: أي: ذات رضى يرضاها من يعيش فيها. وقال أبو عبيدة: مجازها مجاز مرضية قوله (في جنة عالية) أي: عالية المنازل (قطوفها) أي: ثمارها (دانية) أي: قريبة ممن يتناولها، وهي جمع قطف. والقطف: ما يقطف من الثمار. قال البراء من عازب: يتناول الرجل الثمرة وهو نائم.
قوله [عز وجل]: (كلوا) أي: يقال لهم: كلوا (واشربوا هنيئا بما أسلفتم) أي:
قدمتم من الأعمال الصالحة (في الأيام الخالية) الماضية. وهي أيام الدنيا. وأما من أوتي كتابه بشماله) قال مقاتل: نزلت في الأسود بن عبد الأسد، قتله حمزة ببدر، وهو أخو أبي سلمة.
وقيل: نزلت في أبي جهل.
قوله [عز وجل]: (يا ليتني لم أوت كتابيه) وذلك لما يرى فيه من القبائح (ولم أدر ما حسابيه) لأنه لا حاصل له في ذلك الحساب، إنما كله عليه. وكان ابن مسعود، وقتادة، ويعقوب، يحذفون الهاء من " كتابيه "، و " حاسبيه " في الوصل. قال الزجاج: والوجه أن يوقف على هذه الهاءات، ولا توصل، لأنها أدخلت للوقف. وقد حذفها قوم في الأصل، ولا أحب مخالفة المصحف، وذلك قوله: (وما أدراك ما هيه).
قوله [عز وجل]: (يا ليتها) يعني: الموتة التي ماتها في الدنيا (كانت القاضية) أي:
القاطعة للحياة، فكأنه تمنى دوام الموت، وأنه لم يبعث للحساب. قوله (هلك عني سلطانيه) فيه قولان:
أحدهما: ضلت عني حجتي، قاله مجاهد، وعكرمة، والضحاك، والسدي.
والثاني: زال عني ملكي، قاله ابن زيد.