قوله [عز وجل]: (إنا أرسلنا إليكم) يعني أهل مكة (رسولا) يعني: محمدا صلى الله عليه وسلم (شاهدا عليكم) بالتبليغ وإيمان من آمن، وكفر من كفر وعصى (كما أرسلنا إلى فرعون رسولا) وهو موسى عليه السلام. والوبيل: الشديد. قال ابن قتيبة: هو من قولك: استوبلت المكان ويقال: كلأ مستوبل. لا يستمرأ. قال الزجاج: الوبيل: الثقيل الغليظ جدا. ومنه قيل للمطر العظيم: وابل. قال مقاتل: والمراد بهذا الأخذ الوبيل: الغرق. وهذا تخويف لكفار مكة أن ينزل بهم العذاب لتكذيبهم، كما نزل بفرعون:
قوله [عز وجل]: (فكيف تتقون إن كفرتم يوما) أي: عذاب ويوم. وقال الزجاج: المعنى:
بأي شئ تتحصنون من عذاب يوم من هوله يشيب الصغير من غير كبر. وقرأ أبي بن كعب، وأبو عمران " نجعل الولدان " بالنون.
قوله [عز وجل]: (السماء منفطر به) قال الفراء: السماء تذكر وتؤنث. وهي ها هنا في وجه التذكير. قال الشاعر:
فلو رفع السماء إليه قوما * لحقنا بالسماء مع السحاب قال الزجاج: وتذكير السماء على ضربين.
أحدهما: على أن معنى السماء معنى السقف.
والثاني: على قولهم: امرأة مرضع على جهة النسب. فالمعنى: السماء ذات انفطار، كما أن المرضع ذات الرضاع. وقال ابن قتيبة: ومعنى الآية: السماء منشق به، أي: فيه، يعني في ذلك اليوم.
قوله [عز وجل]: (كان وعده مفعولا) وذلك أنه وعيد بالبعث، فهو كائن لا محالة.
إن هذه تذكرة فمن شاء اتخذ إلى ربه سبيلا (19) إن ربك يعلم أنك تقوم أدنى من ثلثي الليل ونصفه وثلثه وطائفة من الذين معك والله يقدر الليل والنهار علم ألن تحصوه فتاب عليكم فاقرؤا ما تيسر من القرآن علم أن سيكون منكم مرضى