منك ريحا، فقال: إني أراه من شراب شربته عند سودة، والله لا أشربه، فنزلت هذه الآية. وفي حديث عبيد بن عمير عن عائشة أن التي شرب عندها العسل زينب بنت جحش، فتواطأت حفصة وعائشة أن تقولا له ذلك القول. قال أبو عبيدة: المغافير: شئ شبيه بالصمغ فيه حلاوة. وخرج الناس يتمغفرون: إذا خرجوا يجتنونه. ويقال: المغاثير بالثاء، مثل جدث، وجدف. وقال الزجاج:
المغافير: صمغ متغير الرائحة. فخرج في المراد بالذي أحل الله له قولان:
أحدهما: أنه جاريته. والثاني: العسل.
قوله [عز وجل]: (تبتغي مرضاة أزواجك) أي: تطلب رضاهن بتحريم ذلك. (والله غفور رحيم) غفر الله لك التحريم (قد فرض الله لكم) قال مقاتل: قد بين لكم (تحلة أيمانكم) أي: كفارة أيمانكم، وذلك البيان في المائدة قال المفسرون: وأصل " تحلة " تحلله على وزن تفعلة، فأدغمت، والمعنى: قد بين الله لكم تحليل أيمانكم بالكفارة، فأمره الله أن يكفر يمينه، فأعتق رقبة. واختلفوا هل حرم مارية على نفسه بيمين، أم لا؟ على قولين:
أحدهما: أنه حرمها من غير ذكر يمين، فكان التحريم موجبا لكفارة اليمين، قاله ابن عباس.
والثاني: أنه حلف يمينا حرمها بها، قاله الحسن. والشعبي، وقتادة، (والله مولاكم) أي:
وليكم وناصركم.
قوله [تعالى]: (وإذا أسر النبي إلى بعض أزواجه حديثا) يعني: حفصة من غير خلاف علمناه. وفي هذا السر ثلاثة أقوال:
أحدها: أنه قال لها: إني مسر إليك سرا فاحفظيه، سريتي هذه علي حرام، رواه العوفي عن ابن عباس، وبه قال عطاء، والشعبي، والضحاك، وقتادة، وزيد بن أسلم، وابنه، والسدي.
والثاني: أنه قال لها: أبوك، وأبو عائشة، واليا الناس من بعدي، فإياك أن تخبري أحدا، ورواه سعيد بن جبير عن ابن عباس.