وقال آخرون: الحافرة: النار. ذكر من قال ذلك:
28064 - حدثني يونس، قال: أخبرنا ابن وهب، قال: سمعت ابن زيد يقول في قول الله: أئنا لمردودون في الحافرة: قال: الحافرة: النار، وقرأ قول الله: تلك إذا كرة خاسرة قال: ما أكثر أسماءها، هي النار، وهي الجحيم، وهي سقر، وهي جهنم، وهي الهاوية، وهي الحافرة، وهي لظى، وهي الحطمة.
وقوله: أئذا كنا عظاما نخرة اختلفت القراء في قراءة ذلك، فقرأته عامة قراء المدينة والحجاز والبصرة نخرة بمعنى: بالية. وقرأ ذلك عامة قراء الكوفة: ناخرة بألف، بمعنى: أنها مجوفة، تنخر الرياح في جوفها إذا مرت بها. وكان بعض أهل العلم بكلام العرب من الكوفيين يقول: الناخرة والنخرة: سواء في المعنى، بمنزلة الطامع والطمع، والباخل والبخل وأفصح اللغتين عندنا وأشهرهما عندنا: نخرة، بغير ألف، بمعنى: بالية، غير أن رؤوس الآي قبلها وبعدها جاءت بالألف، فأعجب إلي لذلك أن تلحق ناخرة بها، ليتفق هو وسائر رؤوس الآيات، لولا ذلك كان أعجب القراءتين إلي حذف الألف منها. ذكر من قال نخرة: بالية:
28065 - حدثني محمد بن سعد، قال: ثني أبي، قال: ثني عمي، قال: ثني أبي، عن أبيه، عن ابن عباس أئذا كنا عظاما نخرة فالنخرة: الفانية البالية.
28066 - حدثني محمد بن عمرو، قال: ثنا أبو عاصم، قال: ثنا عيسى وحدثني الحرث، قال: ثنا الحسن، قال: ثنا ورقاء، جميعا عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد عظاما نخرة قال: مرفوتة.
28067 - حدثنا بشر، قال: ثنا يزيد، قال: ثنا سعيد، عن قتادة أئذا كنا عظاما:
تكذيبا بالبعث، ناخرة: بالية.
قالوا تلك إذا كرة خاسرة يقول جل ثناؤه عن قيل هؤلاء المكذبين بالبعث، قالوا:
تلك، يعنون تلك الرجعة، أحياء بعد الممات، إذا: يعنون الآن كرة، يعنون رجعة خاسرة، يعنون غابنة. وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل. ذكر من قال ذلك: