بعضهم لبعض: أي الاحكام تجري في المجوس، وإنهم ليسوا بأهل كتاب، وليسوا من مشركي العرب، فقال علي بن أبي طالب رضي الله عنه: قد كانوا أهل كتاب، وقد كانت الخمر أحلت لهم، فشربها ملك من ملوكهم، حتى ثمل منها، فتناول أخته فوقع عليها، فلما ذهب عنه السكر قال لها: ويحك فما المخرج مما ابتليت به؟ فقالت: اخطب الناس، فقل: يا أيها الناس إن الله قد أحل نكاح الأخوات، فقام خطيبا، فقال: يا أيها الناس إن الله قد أحل نكاح الأخوات، فقال الناس: إنا نبرأ إلى الله من هذا القول، ما أتانا به نبي، ولا وجدناه في كتاب الله، فرجع إليها نادما، فقال لها: ويحك إن الناس قد أبوا علي أن يقروا بذلك، فقالت: ابسط عليهم السياط، ففعل، فبسط عليهم السياط، فأبوا أن يقروا، فرجع إليها نادما، فقال: إنهم أبوا أن يقروا، فقالت: اخطبهم فإن أبوا فجرد فيهم السيف، ففعل، فأبى عليه الناس، فقال لها: قد أبى علي الناس، فقالت: خد لهم الأخدود، ثم أعرض عليها أهل مملكتك، فمن أقر، وإلا فاقذفه في النار، ففعل، ثم عرض عليها أهل مملكته، فمن لم يقر منهم قذفه في النار، فأنزل الله فيهم: قتل أصحاب الأخدود النار ذات الوقود إلى أن يؤمنوا بالله العزيز الحميد إن الذين فتنوا المؤمنين والمؤمنات حرقوهم ثم لم يتوبوا فلهم عذاب جهنم ولهم عذاب الحريق فلم يزالوا منذ ذلك يستحلون نكاح الأخوات والبنات والأمهات.
28546 - حدثنا بشر، قال: ثنا يزيد، قال: ثنا سعيد، عن قتادة، قوله: قتل أصحاب الأخدود قال: حدثنا أن علي بن أبي طالب رضي الله عنه كان يقول: هم ناس بمذارع اليمن، اقتتل مؤمنوها وكفارها، فظهر مؤمنوها على كفارها، ثم اقتتلوا الثانية، فظهر مؤمنوها على كفارها، ثم أخذ بعضهم على بعض عهدا ومواثيق أن لا يغدر بعضهم ببعض، فغدر بهم الكفار فأخذوهم أخذا ثم إن رجلا من المؤمنين قال لهم: هل لكم إلى خير، توقدون نارا ثم تعرضوننا عليها، فمن تابعكم على دينكم فذلك الذي تشتهون، ومن لا، اقتحم النار فاسترحتم منه قال: فأججوا نارا وعرضوا عليها، فجعلوا يقتحمونها صناديدهم، ثم بقيت منهم عجوز كأنها نكصت، فقال لها طفل في حجرها: يا أماه، امضي ولا تنافقي، قص الله عليكم نبأهم وحديثهم.