يقول تعالى ذكره: إنما المناجاة من الشيطان، ثم اختلف أهل العلم في النجوى التي أخبر الله أنها من الشيطان، أي ذلك هو، فقال بعضهم: عني بذلك مناجاة المنافقين بعضهم بعضا.
ذكر من قال ذلك:
26152 - حدثنا بشر، قال: ثنا يزيد،، قال: ثنا سعيد، عن قتادة، قوله: إنما النجوى من الشيطان ليحزن الذين آمنوا كان المنافقون يتناجون بينهم، وكان ذلك يغيظ المؤمنين، ويكبر عليهم، فأنزل الله في ذلك القرآن إنما النجوى من الشيطان ليحزن الذين آمنوا وليس بضارهم شيئا... الآية.
وقال آخرون بما:
26153 - حدثني يونس، قال: أخبرنا ابن وهب، قال: قال ابن زيد، في قول الله عز وجل إنما النجوى من الشيطان ليحزن الذين آمنوا وليس بضارهم شيئا إلا بإذن الله قال: كان الرجل يأتي رسول الله (ص) يسأله الحاجة ليرى الناس أنه قد ناجى رسول الله (ص)، قال: وكان النبي (ص) لا يمنع ذلك من أحد. قال: والأرض يومئذ حرب على أهل هذا البلد، وكان إبليس يأتي القوم فيقول لهم: إنما يتناجون في أمور قد حضرت، وجموع قد جمعت لكم وأشياء، فقال الله: إنما النجوى من الشيطان ليحزن الذين آمنوا... إلى آخر الآية.
26154 - حدثنا ابن عبد الأعلى، قال: ثنا ابن ثور، عن معمر، قال: كان المسلمون إذا رأوا المنافقين خلوا يتناجون، يشق عليهم، فنزلت إنما النجوى من الشيطان ليحزن الذين آمنوا.
وقال آخرون: عني بذلك أحلام النوم التي يراها الانسان في نومه فتحزنه. ذكر من قال ذلك:
26155 - حدثنا ابن حميد، قال: ثنا يحيى بن داود البلخي، قال: سئل عطية، وأنا أسمع الرؤيا، فقال: الرؤيا على ثلاث منازل، فمنها وسوسة الشيطان، فذلك قوله إنما النجوى من الشيطان ومنها ما يحدث نفسه بالنهار فيراه بالليل ومنها كالأخذ باليد.
وأولى الأقوال في ذلك بالصواب قول من قال: عني به مناجاة المنافقين بعضهم بعضا بالاثم والعدوان، وذلك أن الله جل ثناؤه تقدم بالنهي عنها بقوله إذا تناجيتم فلا