ويؤكد هذا ما جاء في القرآن الكريم من وصف الله سبحانه بأنه: (نور السماوات والأرض) الذي يعني أن هذا النور هو (الله) سبحانه، فيكون الهدف من القرآن تغيير هذا الانسان تغييرا يجعله مرتبطا بالله تعالى:
﴿الله نور السماوات والأرض مثل نوره كمشكاة فيها مصباح المصباح في زجاجة الزجاجة كأنها كوكب دري يوقد من شجرة مباركة زيتونة لا شرقية ولا غربية يكاد زيتها يضئ ولو لم تمسسه نار نور على نور يهدي الله لنوره من يشاء ويضرب الله الأمثال للناس والله بكل شئ عليم﴾ (١).
ومما يلقي الضوء على أن عملية التغيير الجذري (الاخراج من الظلمات إلى النور) هي الهدف الرئيس، ما أشير إليه في القرآن الكريم من ربط هذه العملية بشكل متضاد ومتعاكس بتوجهات علاقات الانسان المؤمن والكافر بالقطبين (الله) و (الطاغوت) في مختلف مجالات حياته وممارساته ونتائج مسيرته:
﴿الذين آمنوا يقاتلون في سبيل الله والذين كفروا يقاتلون في سبيل الطاغوت فقاتلوا أولياء الشيطان إن كيد الشيطان كان ضعيفا﴾ (٢).
﴿والذين اجتنبوا الطاغوت أن يعبدوها وأنابوا إلى الله لهم البشرى فبشر عباد * الذين يستمعون القول فيتبعون أحسنه أولئك الذين هداهم الله وأولئك هم أولوا الألباب﴾ (3).
كما جاء في القرآن الكريم أن الهدف الرئيس الذي وضع على عاتق الرسل هو تحقيق هذا الهدف: (ولقد بعثنا في كل أمة رسولا أن اعبدوا الله واجتنبوا الطاغوت فمنهم من هدى الله ومنهم من حقت عليه الضلالة فسيروا في الأرض فانظروا كيف كان