التي اتخذها القرآن الكريم تجاهها، وكذلك الإثارات والأسئلة والشبهات والمشكلات التي كانت تطرح من قبل أعداء الرسالة أو المسلمين أنفسهم ومعالجتها والتطورات والمراحل التي مرت بهذه الرسالة والقضايا ذات العلاقة ببناء القاعدة الانسانية الثورية التي حملت أعباء الرسالة بعد ذلك.
وقد سلك القرآن الكريم لتبيان هذه الموضوعات منهجا فريدا يكاد يتميز عن سائر مناهج الكتب الدينية الأخرى حيث نرى أنه لا تكاد تمر سورة من القرآن الكريم أو جزء منه إلا وقد تناول الكثير من هذه الموضوعات، بأسلوب غاية في التناسق والربط والانسجام.
كما نجد القرآن الكريم - من ناحية أخرى - يعمل على ايضاح بعض المفاهيم والأفكار غير المادية (الغيبية) عن طريق الأمثلة والصور المادية، ليقرب بذلك (الفكرة) إلى ذهن الانسان الذي لا يدرك إلا من خلال هذه الصور ويحدد الفكرة عن طريق تكرار الأمثلة وتكثير الصور، لتخلص مما قد يعلق بها من شوائب المادة وحدودها، كما أشرنا إلى ذلك في بحث المحكم والمتشابه.
ونحن نعرف أن الهدف الأساس الذي استهدفه القرآن الكريم في نزوله هو التربية والتغيير الاجتماعي لا التثقيف والتعليم فحسب، ولذا نجد الأسلوب القرآني يخضع في جميع مراحله إلى هذا الهدف ويأتي بهذا الشكل الذي قد يبدو متداخلا ولكنه يؤدي إلى الغاية والهدف، وقد أوضحنا في بعض أبحاثنا السابقة جوانب متعددة من هذه الطريقة في العرض والبيان.
وباعتبار أن موضوعات القرآن الكريم واسعة وكثيرة، لذا سوف نختار في بحثنا هذا بعض النماذج من الموضوعات لبحث التفسير، حيث نكون على معرفة من هذا المنهج من خلال التطبيق أولا، والاستفادة من المضمون العلمي لهذه الموضوعات ثانيا، وقد اخترنا الموضوعات التالية لأهميتها في بحث علوم القرآن: