كانت لها القدرة على خلقكم في البداية هي نفسها ستكون لها القدرة لخلقكم مرة ثانية، في الوقت الذي لا يكون القياس الظني بالأحكام الشرعية بهذه الصورة أبدا، لأننا لا نحيط بمصالح ومفاسد كل الأحكام الشرعية.
وثانيا: إن من يقول ببطلان القياس يستثني قياس الأولوية، فمثلا يقول تعالى:
ولا تقل لهما اف ولا تنهرهما ونفهم بطريق أولى ألا نؤذيهما من الناحية البدنية.
والآية مورد البحث من قبيل قياس الأولوية وليس لها ربط بالقياس الظني مورد الخلاف والنزاع، لأنه لم يكن شئ من المخلوقات في البداية، والله عز وجل خلق الوجود من العدم وخلق الإنسان من التراب، ولذا فإن إعادة الإنسان إلى الوجود مرة أخرى أيسر من خلقه ابتداءا، وتعكس الآية الكريمة التالية هذا المفهوم حيث يقول تعالى: وهو الذي يبدأ الخلق ثم يعيده وهو أهون عليه. (1) وننهي حديثنا هذا بالحديث التالي: " عجبا كل العجب للمكذب بالنشأة الأخرى وهو يرى النشأة الأولى، وعجبا للمصدق بالنشأة الأخرى وهو يسعى لدار الغرور " (2).
* * *