إن في ذلك لآية وما كان أكثرهم مؤمنين.
وأية آية أجلى من هذه الآية التي تعرفكم على هذه المسائل المهمة والبناءة، دون أن تحتاجوا إلى تجربة شخصية! أجل إن تاريخ الماضين عبرة وآية للآتين، وليس تجربة، لأن التجربة ينبغي على الإنسان أن يتحمل فيها خسائر ليحصل على نتائجها... إلا أننا هنا نحصل على النتائج من خسائر الآخرين!.
وإن ربك لهو العزيز الرحيم.
وأية رحمة أعظم من أنه لا يعاقب أقواما فاسقين كقوم لوط فورا، بل يمهلهم إمهالا كافيا لعلهم يهتدون، ويجددوا نظرهم في أعمالهم!...
وأية رحمة أعظم من أن لا يخلط عقابه " الأخضر باليابس " بل لو كان في ألف ألف (1) أسرة غير صالحة أسرة واحدة صالحة، فإنه ينجيها منها وينزل العذاب على أولئك!
وأية عزة أعظم من أن ترى بطرفة عين واحدة ديار الفاسقين قد دمرت تدميرا ولم يبق منها أي أثر!
فالأرض التي كانت مهادا لأمنهم أمرت بإقبارهم، والمطر الذي تحيا به الأرض والناس يكون مميتا لهم!
* * *