العالمين) الأعراف - 80. واما مالك يوم الدين: فقد عرفت معنى المالك وهو المأخوذ من الملك بكسر الميم، واما الملك وهو مأخوذ من الملك بضم الميم، فهو الذي يملك النظام القومي وتدبيرهم دون العين، وبعبارة أخرى يملك الامر والحكم فيهم.
وقد ذكر لكل من القرائتين، ملك ومالك، وجوه من التأييد غير أن المعنيين من السلطنة ثابتان في حقه تعالى، والذي تعرفه اللغة والعرف ان الملك بضم الميم هو المنسوب إلى الزمان يقال: ملك العصر الفلاني، ولا يقال مالك العصر الفلاني الا بعناية بعيدة، وقد قال تعالى: ملك يوم الدين فنسبه إلى اليوم، وقال أيضا: (لمن الملك اليوم لله الواحد القهار) غافر - 16.
(بحث روائي) في العيون والمعاني عن الرضا عليه السلام في معنى قوله: بسم الله قال عليه السلام: يعني أسم نفسي بسمة من سمات الله وهى العبادة، قيل له: ما السمة؟ قال العلامة.
أقول وهذا المعنى كالمتولد من المعنى الذي أشرنا إليه في كون الباء للابتداء فان العبد إذا وسم عبادته باسم الله لزم ذلك أن يسم نفسه التي ينسب العبادة إليها بسمة من سماته، وفي التهذيب عن الصادق عليه السلام وفي العيون وتفسير العياشي عن الرضا عليه السلام: انها أقرب إلى اسم الله الأعظم من ناظر العين إلى بياضها.
أقول: وسيجئ معنى الرواية في الكلام على الاسم الأعظم.
وفي العيون عن أمير المؤمنين عليه السلام: انها من الفاتحة وان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم كان يقرئها ويعدها آية منها، ويقول فاتحة الكتاب هي السبع المثاني.
أقول: وروي من طرق أهل السنة والجماعة نظير هذا المعنى فعن الدارقطني عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: إذا قرأتم الحمد فاقرأوا بسم الله الرحمن الرحيم، فإنها أم القرآن والسبع المثاني، وبسم الله الرحمن الرحيم إحدى آياتها.
وفي الخصال عن الصادق عليه السلام قال: ما لهم؟ قاتلهم الله عمدوا إلى أعظم آية في كتاب الله فزعموا أنها بدعة إذا أظهروها.