تفسير كنز الدقائق - الميرزا محمد المشهدي - ج ١ - الصفحة ٦٢٦
الله بعد موتها " فقال: إن الله بعث على بني إسرائيل نبيا يقال له إرميا فقال لهم: ما بلد تنقيته من كرائم البلدان، وغرس فيه من كرائم الغرس ونقيته من كل غريبة، فأخلف فانبت خرنوبا (1) قال: فضحكوا واستهزؤوا به، فشكاهم إلى الله، قال:
" فأوحى الله إليه أن قل لهم: إن البلد بيت المقدس والغرس بنوا إسرائيل، تنقيته من كل غرس ونحيت عنهم كل جبار، فأخلفوا فعملوا المعاصي، فلأسلطن عليهم في بلدهم من يسفك دمائهم ويأخذ أموالهم، فإن بكوا لي لم أرحم بكائهم وإن دعوا لم أستجب دعائهم، فشلتهم وفشلت ثم لأخربنها مأة عام، ثم لأعمرنها، فلما حدثهم جزعت العلماء فقالوا: يا رسول الله ما ذنبنا نحن، ولم نكن نعمل بعملهم، فعاود لنا ربك، فصام سبعا فلم يوح إليه شئ، فأكل أكلة ثم صام سبعا فلم يوح إليه شئ فأكل أكلة ثم صام سبعا، فلما أن كان اليوم الواحد والعشرين، أوحى الله إليه لترجعن عما تصنع، أتراجعني في أمر قضيته أو لأردن وجهك على دبرك، ثم أوحى إليه قل لهم: لأنكم رأيتم المنكر فلم تنكروه، فسلط الله عليهم بخت نصر، فصنع بهم ما قد بلغك، ثم بعث بخت نصر إلى النبي فقال: إنك قد نبئت عن ربك وحدثتهم بما أصنع بهم، فإن شئت فأقم عندي وإن شئت فاخرج فقال:
لا بل أخرج، فتزود عصيرا وتينا وخرج، فلما أن غاب مد البصر التفت إليها فقال:
" أنى يحيي هذه الله بعد موتها فأماته الله ماءة عام " أماته غدوة وبعثه عشية قبل أن تغيب الشمس، وكان أول شئ خلق منه عيناه في مثل غرقئ البيض (2) ثم قيل

(١) والخروب بالضم والتشديد: نبت معروف، والخرنوب بالنون لغة فيه، مجمع البحرين: ج ٢، ص ٥٣، في لغة (خرب).
(خرنب) قال الأزهري في الرباعي: الخروب والخرنوب شجر ينبت في جبال الشام له حب كحب الينبوت، يسميه صبيان أهل العراق القثاء الشامي، وهو يابس أسود. لسان العرب: ج ١، ص 351، في لغة خرنب.
(2) والغرقئ كزبرج: القشرة الملتزقة ببياض البيض، أو البياض الذي يؤكل، ومنه حديث لسفيان الثوري حين دخل على أبي عبد الله عليه السلام فرأى عليه ثيابا كأنها غرقئ البيض، قال الفراء همزته زائدة، مجمع البحرين: ج 5، ص 222، في لغة غرق.
(٦٢٦)
مفاتيح البحث: دولة العراق (1)، الشام (1)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 621 622 623 624 625 626 627 628 629 630 631 ... » »»
الفهرست