تفسير كنز الدقائق - الميرزا محمد المشهدي - ج ١ - الصفحة ٦١٥
عليه وآله: من أحب أن يستمسك بالعروة التي لا انفصام لها فليستمسك بولاية أخي ووصيي علي بن أبي طالب فإنه لا يهلك من أحبه وتولاه ولا ينجو من أبغضه وعاداه (1).
وذكر صاحب نهج الايمان (2) في معنى هذه الآية ما هذا لفظه: روى أبو عبد الله الحسين بن جبير رحمه الله في كتاب نخب المناقب لآل أبي طالب (3) حديثا مسندا إلى الرضا عليه السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: من أحب أن يستمسك بالعروة الوثقى فليستمسك بحب علي بن أبي طالب (4).
واعلم أن ما ذكر في الاخبار من تفسير العروة الوثقى، تارة بحب أهل البيت، و تارة بالأئمة، وتارة بولاية الأئمة، وتارة بالنبي، وتارة بأمير المؤمنين. مؤداة واحدة.
وكذا ما رواه في عيون الأخبار بإسناده إلى الرضا عليه السلام: إنه ذكر القرآن يوما وعظم الحجة فيه، والآية والمعجزة في نظمه، فقال: هو حبل الله المتين وعروته الوثقى وطريقته المثلى (5).
لا ينافي ما سبق من الاخبار، لان كلا منها يستلزم الآخر، إذ المراد بالمحبة والولاية ما هو بالطريق المقرر في القرآن.

(١) معاني الأخبار: ص ٣٦٨، باب معنى العروة الوثقى التي لا انفصام لها، ح ١.
(٢) هو الشيخ علي بن يوسف الشهير بابن جبير وسبط ابن جبير، له كتاب نهج الايمان في الإمامة والمناقب، رتبه في ٤٨ فصلا، جمعه المؤلف من ألف كتاب، كما صرح بذلك في أوله. وابن جبير هذا حفيد ابن جبير صاحب نخب المقال.
(الذريعة: ج ٢٤، ص ٤١١، تحت رقم ٢١٦٩) (٣) الناخب هو أبو عبد الله الحسين بن جبير تلميذ نجيب الدين علي بن فرج الذي كان تلميذ ابن شهرآشوب المؤلف، وابن جبير هذا هو جد علي بن يوسف المعروف بسبط ابن جبير ومؤلف نهج الايمان، له كتاب المناقب لآل أبي طالب وهو منتخب في مناقب آل أبي طالب تصنيف محمد بن علي بن شهرآشوب.
(الذريعة: ج ٢٤، ص ٨٨، تحت رقم ٤٦٢) (٤) مناقب آل أبي طالب: ج ٣، ص 76، فصل في أنه حبل الله والعروة الوثقى وصالح المؤمنين، والاذن الواعية، والنبأ العظيم.
(5) عيون أخبار الرضا: ج 2 ص 130، باب 35، ما كتبه الرضا عليه السلام للمأمون في محض الاسلام وشرايع الدين، قطعة من حديث 9.
(٦١٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 610 611 612 613 614 615 616 617 618 619 620 ... » »»
الفهرست