جوار عزير وكانوا مؤمنين وكان عزير يختلف إليهم ويسمع كلامهم وإيمانهم و أحبهم على ذلك وآخاهم عليه، فغاب عنهم يوما واحدا ثم أتاهم فوجدهم موتى صرعى فحزن عليهم وقال: أنى يحيي هذه الله بعد موتها، تعجبا منهم حيث أصابهم وقد ماتوا أجمعين في يوم واحد، فأماته الله عز وجل عند ذلك ماءة عام، فهي ماءة سنة، ثم بعثه الله وإياهم وكانوا ماءة ألف مقاتل، ثم قتلهم الله عز وجل أجمعين لم يفلت منهم أحد على يدي بخت نصر (1).
وما رواه علي بن إبراهيم في تفسيره: قال: حدثني أبي عن إسماعيل بن أبان، عن عمر بن عبد الله الثقفي قال: أخرج هشام بن عبد الملك أبا جعفر محمد بن علي عليه السلام من المدينة إلى الشام فأنزله معه، وكان يقعد مع الناس في مجالسهم، فبينا هو قاعد وعنده جماعة من الناس يسألونه إذ نظر إلى النصارى يدخلون في جبل هناك، فقال: ما لهؤلاء القوم؟ ألهم عيد اليوم؟ فقالوا: لا يا بن رسول الله، لكنهم يأتون عالما في هذا الجبل في كل سنة في هذا اليوم، فيخرجونه فيسألونه عما يريدون وعما يكون في عامهم، فقال أبو جعفر عليه السلام: وله علم؟ فقالوا: هو من أعلم الناس قد أدرك أصحاب الحواريين من أصحاب عيسى عليه السلام قال: فهل نذهب إليه؟ فقالوا: ذلك إليك يا بن رسول الله قال: فقنع أبو جعفر عليه السلام رأسه بثوبه ومضى هو وأصحابه، فاختلطوا بالناس حتى أتوا الجبل، فقعد أبو جعفر وسط النصارى هو وأصحابه فأخرج النصارى بساطا ثم وضعوا الوسائد، ثم دخلوا فأخرجوه، ثم ربطوا عينيه، فقلب عينيه كأنهما عيني أفعى، ثم قصد أبا جعفر فقال:
يا شيخ أمنا أنت أم من الأمة المرحومة؟ فقال أبو جعفر: بل من الأمة المرحومة، فقال: أمن علمائهم أم من جهالهم؟ قال: لست من جهالهم، فقال النصراني: إني أسألك أم تسألني؟ فقال أبو جعفر عليه السلام: سلني فقال النصراني: يا معشر النصارى رجل من أمة محمد يقول: سلني، ان هذا لعالم بالمسائل، ثم قال: يا عبد الله