بسم الله الرحمن الرحيم [تقدم الشيعة في فنون التفسير:] أول من حاز قصب السبق في هذا المضمار الخطير هم أصحابنا الإمامية من شيعة أهل البيت عليهم السلام تأسيا بسيدهم الامام أمير المؤمنين عليه السلام، فقد كان أول من جمع القرآن وعلى هامشه الكثير من تفسير مجمله وتبيين معضله.
كان عليه السلام قد شرح أسباب النزول وبين مواقعه وتواريخه والافراد أو الجماعات الذين نزلت فيهم الآيات كما كان قد أشار إلى مواقع عموم الآيات من خصوصها ومطلقاتها ومقيداتها وناسخها ومنسوخها ومجملها ومبينها، بل وجميع ما يحتاج إليه المراجع عند فهم الآيات. كل ذلك على الهامش تتميما للفائدة.
قال ابن جزي: ولو وجد مصحفه لكان فيه علم كبير (1).
قال ابن سيرين: حدثني عكرمة عن مصحفه، قال: لو اجتمعت الإنس والجن على أن يألفوه هذا التأليف ما استطاعوا فتتبعته وكتبت فيه إلى المدينة فلم أقدر عليه، فلو أصبت ذلك لكان فيه علم (2).
وقد قال هو عليه السلام عن مصحفه الذي جمعه بعد وفاة الرسول صلى الله عليه وآله وبوصية منه: ولقد جئتهم بالكتاب مشتملا على التنزيل والتأويل (3).
والمراد من التنزيل بيان شأن النزول والمناسبة الداعية للنزول، وهو المعبر عنه