تفسير كنز الدقائق - الميرزا محمد المشهدي - ج ١ - الصفحة ٦٢١
إذ قال إبراهيم: ظرف لحاج، أو بدل من أن آتاه على الوجه الثاني.
ربى الذي يحى ويميت: تخلق الحياة والموت في الأجساد.
وقرأ حمزة رب بحذف الياء (1).
قال أنا أحي وأميت: بالعفو عن القتل، والقتل.
وقرأ نافع أنا بالألف (2).
قال إبراهيم فإن الله يأتي بالشمس من المشرق فأت بها من المغرب:
أعرض إبراهيم عن الاعتراض على معارضته الفاسدة إلى الاحتجاج بما لا يقدر فيه على نحو هذا التمويه، دفعا للمشاغبة، فهو في الحقيقة عدول عن مثال خفي إلى مثال جلي، من مقدوراته التي يعجز بها غيره، لا من حجة إلى أخرى، ولعل نمرود يزعم أنه يقدر أن يفعل كل فعل يفعله الله، فنقضه إبراهيم عليه السلام بذلك، وإنما حمله عليه بطر الملك وحماقته. فبهت الذي كفر: فصار مبهوتا.
وقرئ (فبهت) أي فغلب إبراهيم الكافر.
والله لا يهدى القوم الظالمين: الذين ظلموا أنفسهم بالامتناع عن قبول الهداية، وقيل: لا يهديهم محجة الاحتجاج، أو سبيل النجاة، أو طريق النجاة يوم القيامة.
في روضة الكافي: علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن أحمد بن محمد بن أبي نصر، عن أبان بن عثمان، عن حجر، عن أبي عبد الله عليه السلام قال: خالف إبراهيم صلى الله عليه قومه وعاب آلهتهم حتى ادخل على نمرود فخاصمهم، فقال إبراهيم:
(ربى الذي يحيي) إلى آخر الآية (3) والحديث طويل أخذت منه موضع الحاجة.
وفي كتاب ثواب الأعمال: باسناده إلى حنان بن سدير قال: حدثني رجل من أصحاب أبي عبد الله عليه السلام قال سمعته يقول: إن أشد الناس عذابا يوم القيامة سبعة نفر، أولهم ابن آدم الذي قتل أخاه، ونمرود الذي حاج إبراهيم في

(١) أنوار التنزيل وأسرار التأويل: ج ١، ص ١٣٥.
(٢) أنوار التنزيل وأسرار التأويل: ج ١، ص ١٣٥.
(٣) الكافي: ج ٨، ص 368، قطعة من حديث 559.
(٦٢١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 616 617 618 619 620 621 622 623 624 625 626 ... » »»
الفهرست