تفسير كنز الدقائق - الميرزا محمد المشهدي - ج ١ - الصفحة ٥٥٠
هو الوصول إلى الشئ، وقد يقال للدنو منه على الاتساع. فإن حمل الاجل على المعنى الأول، فالبلوغ على أصله. وإن حمل على الثاني فالبلوغ على الاتساع، ليترتب عليه.
فأمسكوهن بمعروف أو سرحوهن بمعروف: وهو إعادة الحكم في بعض صوره للاهتمام به.
ولا تمسكوهن ضرارا: نصب على العلة أو الحال، أي لا تراجعوهن إرادة الاضرار أو مضارين، كأن المطلق يترك المعتدة حتى يشارف الاجل ثم يراجع ليطول العدة عليها، فنهى عنه بعد الامر بضده مبالغة.
لتعتدوا: لتظلموهن بالتطويل والالجاء إلى الافتداء. واللام متعلق بالضرار، إذ المراد تقييده.
في من لا يحضره الفقيه: روى المفضل بن صالح، عن الحلبي، عن أبي عبد الله عليه السلام قال: سألت عن قول الله عز وجل: " ولا تمسكوهن ضرارا لتعتدوا " قال: الرجل يطلق حتى إذا كادت أن يخلو أجلها راجعها ثم طلقها يفعل ذلك ثلاث مرات، فنهى الله عز وجل عن ذلك (1).
وروى البزنطي، عن عبد الكريم بن عمرو، عن الحسن بن زياد، عن أبي عبد الله عليه السلام قال: لا ينبغي للرجل أن يطلق امرأته ثم يراجعها وليس له فيها حاجة ثم يطلقها، فهذا الضرار الذي نهى الله عنه، إلا أن يطلق ثم يراجعها، وهو ينوي الامساك (2).
ومن يفعل ذلك فقد ظلم نفسه: بتعريضها للعقاب.
ولا تتخذوا آيات الله هزوا: بالاعراض عنها والتهاون في العمل بما فيها.
في نهج البلاغة: من قرأ القرآن فمات فدخل النار فهو ممن كان يتخذ آيات الله هزوا (3).

(١) الفقيه: ج ٣، ص ٣٢٣، باب ١٥٥، طلاق العدة، ح ١.
(٢) الفقيه: ج ٣، ص 323، باب 155، طلاق العدة، ح 2.
(3) نهج البلاغة فيض الاسلام: ص 1187.
(٥٥٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 545 546 547 548 549 550 551 552 553 554 555 ... » »»
الفهرست