تفسير كنز الدقائق - الميرزا محمد المشهدي - ج ١ - الصفحة ٢٥٩
ككون الكبير في الصغير، والثالث ككون الحنطة، خلا والممتنع بالقياس إليه تعالى هو الأول، دون الثانيين، فتأمل فإنه يحتاج إلى لطف وتأمل.
وإذ قلتم يا موسى لن نصبر على طعام وحد: يريد به ما رزقوا في التيه من المن والسلوى. وبوحدته أنه لا يتبدل كقولهم: طعام مائدة الأمير واحد، يريدون أنه لا تتغير ألوانه، ولذلك أجموا (1)، أو ضرب واحد لأنهما معا طعام أهل التلذذ، وهم كانوا أهل فلاحة فنزعوا إلى عكرهم (2) واشتهوا ما ألفوه.
وقيل: إنه كان ينزل عليهم المن وحده، فملوه، فقالوا ذلك فأنزل عليهم السلوى من بعد ذلك.
فادع لنا ربك: صلة، لأجلنا بدعائك إياه.
يخرج لنا: يظهر لنا، وجزمه بأنه جواب الامر المذكور.
مما تنبت الأرض: من إسناد الفعل إلى القابل، و (من) للتبعيض، والعائد إلى الموصول محذوف.
من بقلها وقثائها وفومها وعدسها وبصلها: بيان وقع موقع الحال، وقيل: بدل بإعادة الجار.
والبقل: ما أنبتته الأرض من الخضر، والمراد به أطائبه التي تؤكل.
والفوم: الحنطة.
ويقال: للخبز، ومنه فوموا لنا، أي اخبزوا.
وقيل: الثوم، ويدل عليه قراءة ابن مسعود (وثومها) (3)، وقرئ قثائها بالضم، وهو لغة فيه.
واختلف في أن سؤالهم هذا هل كان معصية؟ فقيل: لا، لان الأول كان مباحا فسألوا مباحا آخر.

(١) أجم الطعام: كرهه ومله من المداومة عليه. لسان العرب: ج ١٢، ص ٧، في لغة (أجم).
(٢) العكر بالكسر: الأصل. لسان العرب: ج ٤، ص 599، في لغة (عكر) (3) مجمع البيان: ج 1 - 2، ص 122.
(٢٥٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 254 255 256 257 258 259 260 261 262 263 264 ... » »»
الفهرست