[يا أيها الناس اعبدوا ربكم الذي خلقكم والذين من قبلكم لعلكم تتقون (21) الذي جعل لكم الأرض فرشا والسماء بناء وأنزل من السماء ماء فأخرج به من الثمرات رزقا لكم فلا تجعلوا لله أندادا وأنتم تعلمون (22)] البرق كلما أضاء لهم، وتحيرهم وتوقفهم من الامر حين تعن لهم مصيبته بتوقفهم إذا أظلم عليهم.
وشبه على الثاني ما وقع المنافقون فيه من الضلالة وما خبطوا فيه من الحيرة والدهشة، بحال من أخذتهم السماء في ليلة تكاثفت ظلمتها بتراكم السحب واتصال قطراتها، وتواترت فيها الرعود الهائلة والبروق المخيفة والصواعق المهلكة، وهم في أثناء ذلك يزاولون غمرات الموت، ولا شك أنك إذا تصورت حالهم بهذه المثابة حصل في نفسك هيئة عجيبة، توصلك إلى معرفة حال المنافقين على وجه يتقاصر عنه تشبيهك إسلام المنافقين والشبهات.
يا أيها الناس اعبدوا ربكم: لما عدد فرق المكلفين وذكر خواصهم، أقبل عليهم بالخطاب على سبيل الالتفات، تنشيطا للسامع، وتفخيما لشأن العبادة.
و (يا) حرف وضع لنداء البعيد، وقد ينادى بها القريب تنزيلا له منزلة البعيد، إما لعظمته، أو لغفلته، أو للاعتناء بالمدعو وزيادة الحث عليه.
وإنما قال (ربكم) تنبيها على أن الموجب القريب للعبادة، هي التربية.
الذي خلقكم: صفة جرت عليه للتعظيم.
والذين من قبلكم: منصوب معطوف على الضمير المنصوب في (خلقكم) و قرئ (من قبلكم) على إقحام الموصول الثاني بين الأول وصلته تأكيدا.
لعلكم تتقون: حال من الضمير في (اعبدوا) كأنه قال: اعبدوا ربكم