تفسير كنز الدقائق - الميرزا محمد المشهدي - ج ١ - الصفحة ٣٧٤
[كما أرسلنا فيكم رسولا منكم يتلوا عليكم آياتنا ويزكيكم ويعلمكم الكتب والحكمة ويعلمكم ما لم تكونوا تعلمون (151)] لأنهم يسوقونها مساقها كقوله تعالى: " حجتهم داحضة " (1).
وقيل: الحجة بمعنى الاحتجاج.
وقيل: الاستثناء للمبالغة في نفي الحجة رأسا، كقوله:
ولا عيب فيهم غير أن سيوفهم * بهن فلول من قراع الكتائب (2) للعلم بأن الظالم لا حجة له.
وقرئ: ألا الذين ظلموا، على أنه استئناف بحرف التنبيه.
فلا تخشوهم: فإن مطاعنهم لا تضركم.
واخشوني: ولا تخالفوني ما أمرتكم به.
ولاتم نعمتي عليكم ولعلكم تهتدون: إما علة لمحذوف، أي أمرتكم لاتمام نعمتي عليكم وإرادتي اهتداءكم، أو معطوف على علة مقدرة، أي اخشوني لأحفظكم عنهم ولاتم نعمتي عليكم، أو على (لئلا يكون). كما أرسلنا فيكم رسولا منكم: إما متصل بما قبله، أي ولاتم نعمتي عليكم في أمر القبلة، أو في الآخرة كما أتمها بإرسال الرسل، أو بما بعده أي كما

(1) سورة الشورى، الآية 16.
(2) هو من قصيدة للنابغة الذبياني يمدح بها النعمان بن الحرث، الضمير في فيهم وفي سيوفهم يرجع إلى جيش النعمان، والفلول بالفاء كفلوس جمع فل، وهو الكسر في حد السيف، والقراع بالقاف والراء والعين المهملتين ككتاب، بمعنى الضرب، والكتائب جمع كتيبه وهي بالمثناة والياء والموحدة كسفينة الجيش. جامع الشواهد: باب الواو بعده اللام، ص 329.
(٣٧٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 369 370 371 372 373 374 375 376 377 378 379 ... » »»
الفهرست