ظلمة الكفر، وظلمة النفاق، وظلمة يوم القيامة. أو ظلمة الضلال، وظلمة سخط الله، وظلمة العقاب السرمدي.
وقيل: المراد بها على التقديرين ظلمة شديدة كأنها ظلمات متراكمة، فتكون الجمعية أيضا لزيادتها في الكيف.
لا يبصرون: نزل منزلة اللازم وقطع النظر عن مفعوله المتروك، وقصد إلى نفس الفعل كأنه قيل: ليس لهم أبصار. وهو أبلغ من أن يقدر المفعول، أي لا يبصرون شيئا، لان الأول يستلزم الثاني دون العكس.
وفي الأصل بمعنى خلى وطرح وله مفعول واحد، وقد يضمن معنى صير فيقتضي مفعولين، فعلى هذا قوله: " في ظلمات " مفعوله الثاني، وقوله: " لا يبصرون " فعال من مفعوله الأول.
ويحتمل أن يترك على معناه الأصلي، ويكون " في ظلمات لا يبصرون " حالين مترادفين أو متداخلين.
وفي آخر روضة الكافي بإسناده عن أبي جعفر (عليه السلام) في تفسير الآية ما مضمونه: أنه أضاءت الأرض بنور محمد (صلى الله عليه وآله) كما تضئ الشمس، فلما قبض الله محمدا ظهرت الظلمة فلم يبصروا أفضل أهل بيته (عليهم السلام) (1).
" صم بكم عمى: خبر مبتدأ محذوف، والضمير المحذوف إن كان كناية عن المستوقدين فإطلاق هذه الصفات عليهم على سبيل الحقيقة، والمعنى أنهم أوقدوا نارا ذهب الله بنورهم وتركهم في ظلمات هائلة أدهشتهم بحيث اختلت حواسهم و انتقصت قواهم، فصاروا صما بكما عميا.
وإن كان عبارة عن المنافقين فإطلاقها عليهم على طريق التشبيه، لأنهم لما سدوا آذانهم عن إصغاء الحق، وألسنتهم عن النطق به، وأبصارهم عن مشاهدة آياته، جعلوا كأنما أيفت مشاعرهم وانتفت، لا على سبيل الاستعارة، إذ من شرطها أن يطوى ذكر المستعار له، أي لا يكون مذكورا على وجه ينبئ عن التشبيه، وهو أن