تفسير كنز الدقائق - الميرزا محمد المشهدي - ج ١ - الصفحة ١٤٥
جعل مرجع الضمير في " بنورهم ".
وإنما جاز ذلك، ولم يجز وضع القائم موضع القائمين، لأنه غير مقصود بالوصف، بل الجملة التي هي صلته، وهو وصلة إلى وصف المعرفة بجملة موصولة بها. ولأنه ليس باسم تام، بل هو كالجزء منه، فحقه أن لا يجمع كما لا يجمع أخواتها.
ويستوي فيه الواحد والجمع. وليس " الذين " جمعه المصحح، بل ذو زيادته، زيدت لزيادة المعنى، ولذلك جاء بالياء أبدا على اللغة الفصيحة التي جاء التنزيل عليها، ولكونه مستطالا بصلته استحق التخفيف، ولذلك بولغ فيه، فحذف ياؤه، ثم كسرته، ثم اقتصر على اللام في أسماء الفاعلين والمفعولين، أو قصد به جنس المستوقدين، أو الفوج الذي استوقدوا.
وإن لم يجعل مرجعا لذلك الضمير فلا حاجة إلى ذلك، لان المقصود تشبيه الحال بالحال، وهما متطابقان، إلا أن يقصد رعاية المطابقة بين الحالين في كونهما بالواحد أو الجماعة أيضا، فإن المماثلة حينئذ أقوى والتشبيه إلى القبول أقرب.
والاستيقاد: طلب الوقود والسعي في تحصيله، وهو سطوع النار وارتفاع لهبها.
واشتقاق النار: من نار ينور إذا نفر، لان فيها حركة واضطرابا، والنور مشتق منها، فإن الحركة والاضطراب توجد في النار أولا وبالذات، وفي نورها ثانيا و بالعرض، فاشتقاق النور منها أولى من اشتقاقها منه.
فلما أضاءت ما حوله: عطف على الصلة، فيكون التشبيه بحال المستوقد الموصوف بمضمون الشرطية، أعني " لما " مع جوابه، و " لما " تدل على وقوع الشئ، لوقوع غيره بمعنى الظرف، والعامل فيه جوابه.
والإضاءة: فرط الإنارة، كما أن الضوء فرط النور، ومصداق ذلك قوله تعالى " هو الذي جعل الشمس ضياء والقمر نورا " (1).
ويناسبه ما اصطلح عليه الحكماء من أن الضوء ما يكون للشئ من ذاته كما للشمس، والنور ما يكون من غيره كما للقمر.

(1) سورة يونس: الآية 5.
(١٤٥)
مفاتيح البحث: الجماعة (1)، سورة يونس (1)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 140 141 142 143 144 145 146 147 148 149 150 ... » »»
الفهرست