تفسير كنز الدقائق - الميرزا محمد المشهدي - ج ١ - الصفحة ١٦٠
تلك الصواعق؟ فأجيب.
و " يكاد " مضارع كاد، وهو من كدت تكاد كيدا ومكادة. وحكى الأصمعي كودا، فيكون كخفت تخاف خوفا، والأول أشهر (1).
وكاد من أفعال المقاربة، وضعت لمقاربة الخبر من الوجود لعروض سببه، لكنه لم يوجد، إما لفقد شرط أو لعروض مانع. والشرط في خبره أن يكون فعلا مضارعا بدون (أن) وقد يكون معها، بخلاف (عسى) فإنه لرجائه، وقد يدخل على خبرها (إن) وقرئ (يخطف) بكسر الطاء، ويختطف ويخطف بفتح الياء والخاء. وأصله (يختطف) نقلت حركة الطاء إلى الخاء ثم أدغمت في الطاء، ويخطف بكسرهما بحذف حركة الطاء للادغام، وبتحريك الخاء بالكسر إما لالتقاء الساكنين، وإما لمتابعة الطاء، ويجعل حرف المضارعة تابعا للخاء، و (يخطف) مضارع خطف من باب التفعيل، و (يتخطف) مضارع تخطف من باب التفعل.
كلما أضاء لهم مشوا فيه وإذا أظلم عليهم قاموا: استئناف ثالث، جواب لمن يقول: كيف يصنعون عند خطوف البرق وخفيته؟. وكلمة (كل) في (كلما) منصوب على الظرفية باتفاق، وناصبها الفعل الذي هو جوابها، أعني (مشوا) وإفادتها الظرفية من جهة (ما) فإنها محتمله لوجهين:
أحدهما: أن تكون حرفا مصدريا، والجملة صلة له، فلا محل لها، فالأصل كل وقت إضاءته، ثم عبر عن المصدر ب‍ (ما) والفعل، ثم أبينا عن الزمان بتقدير الوقت.
والثاني: أن تكون اسما نكرة بمعنى وقت، فلا يحتاج على هذا إلى تقدير وقت، والجملة بعده في موضع خفض على الصفة، فيحتاج إلى تقدير عائد منها، أي كل وقت أضاء لهم البرق فيه. هكذا قيل.
وأقول: (ما) المصدرية قسمان: مصدرية صرفة، ومصدرية ظرفية، وكلمة (ما) المركبة مع كل مصدرية ظرفية، فعلى هذا لا حاجة إلى تقدير، ولا إلى حذف

(1) لم نعثر عليه.
(١٦٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 155 156 157 158 159 160 161 162 163 164 165 ... » »»
الفهرست