تفسير كنز الدقائق - الميرزا محمد المشهدي - ج ١ - الصفحة ١٤٧
الانسان وهي عوارضه التي تتغير عليه، والحوالة وهي اسم من أحال عليه بدينه.
ذهب الله بنورهم: جواب ل‍ " ما " كما هو الظاهر.
وفيه مانعان: لفظي ومعنوي.
الأول: توحيد الضمير في " استوقد " و " حوله " وجمعه في " بنورهم ".
والثاني: أن المستوقد لم يفعل ما يستحق به إذهاب نوره، بخلاف المنافق، فجعله جوابا غير مناسب.
والجواب عن الأول: أن توحيد الضمير بالنظر إلى لفظ الموصول، وجمعه بالنظر إلى معناه، على أحد الوجوه المذكورة فيما سبق.
وعن الثاني: أنه يمكن أن يكون إذهاب نوره بسبب سماوي، ريح أو مطر، لا بسبب فعل المستوقد، ولذلك. أسند إلى الله سبحانه أو يكون المراد بالمستوقد، مستوقد نار لا يوضئها الله كما أوقدها الغواة ليتوصلوا بالاستضاءة بها إلى بعض المعاصي، فأطفأها الله.
ويحتمل أن يكون جوابا لما محذوف، أو قوله: " ذهب الله " استئنافا، والمصحح لهذا الحذف قرينة المقام، والمرجح المبالغة في سوء حال المستوقد بإيهام أن الجواب مما تقصر العبارة عنه.
وتقدير الاستئناف أنه لما شبهت حالهم بحال المستوقد الذي خمدت ناره، سأل سائل وقال: ما بالهم قد شبهت حالهم بحال هذا المستوقد؟ فقيل له: ذهب الله بنورهم، وحينئذ يكون ضمير الجماعة للمنافقين.
ويحتمل أن يكون بدلا من الجملة التمثيلية وبيانا له، كأنه قيل: كمثل الذي ذهب الله بنورهم، وحينئذ يكون مرجع الضمير الذي استوقد على أحد الوجوه التي سبقت.
وإنما قال " بنورهم " ولم يقل بنارهم، لأنه المقصود من إيقادها. ولم يقل بضوئهم كما هو مقتضى اللفظ لان في الضوء دلالة على الزيادة، فلو علق الذهاب به، لأوهم الذهاب بالزيادة وبقاء ما يسمى نورا، والمقصود إزالة النور عنهم رأسا.
وإنما اختير أولا أضاءت على أنارت، تنبيها على مزيد الحيرة والخيبة، وإشعارا
(١٤٧)
مفاتيح البحث: النفاق (1)، الجماعة (1)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 142 143 144 145 146 147 148 149 150 151 152 ... » »»
الفهرست