وأضاء في الآية إما متعدد، فيكون " ما حوله " مفعولا به، أي جعلت النار ما حول المستوقد مضيئا، وإما لازم فيكون مسندا إلى ما حوله، أي صارت الأماكن والأشياء التي حوله مضيئة بالنار، أو إلى ضمير النار وحينئذ إما أن تكون كلمة " ما " زائدة و " حوله " ظرفا لغوا لأضاءت، وإما موصولة وقعت عبارة عن الأمكنة، فتكون مع صلتها مفعولا فيه لأضاءت.
ويرد على الأول، أن إضاءة النار حول المستوقد يقتضي دورانها حوله وهو خلاف المعهود.
وأجيب بان المراد دوران ضوئها، لكنه جعل دوران الضوء بمنزلة دوران النار، استنادا إلى السبب.
وعلى الثاني، أنه كان ينبغي أن يصرح بكلمة " في " لان حذفها في لفظ مكان إنما كان لكثرة الاستعمال، ولا كثرة في الموصول الذي عبر به عن الأمكنة، اللهم إلا أن يحمل على أنه من قبيل (عسل الطريق الثعلب) (1) وعلى هذا التوجيه يلزم دوران مكان النار، وهو لا يستدعي استيعاب النار جميعه، بل بعضه.
و (حوله) نصب على الظرفية، وتأليف حروفه على هذا الترتيب للدوران والإطافة.
وقيل: للعام، حول، لأنه يدور، ومنه حال الشئ واستحال إذا تغير، وحال