تفسير كنز الدقائق - الميرزا محمد المشهدي - ج ١ - الصفحة ١٤٢
والشراء.
والربح: الفضل على رأس المال، وإسناده إلى التجارة نفيا وإثباتا، لتلبسه بالتجارة مجاز عقلي، وهو إسناد شئ إلى غير ما هو له نفيا أو إثباتا، كما أن الحقيقة العقلية إسناده إلى ما هو له كذلك، لكن في الحقيقة الموجبة صادقة، والسالبة كاذبة، وفي المجاز بالعكس، فلا حاجة في كونه من المجاز العقلي إلى تأويل " ما ربحت " ب‍ " خسرت " ولا إلى أن يفرق بين إسناد النفي ونفي الاسناد. هكذا قيل.
وفيه نظر يظهر بالتأمل.
والتحقيق: ما ذكره السكاكي من أن المراد بالتجارة المشترون مجازا والاسناد حقيقة فتأمل.
وما كانوا مهتدين: عطف على (ما ربحت تجارتهم) أي ما كانوا مهتدين لطرق التجارة، فحذف المفعول لدلالة الكلام عليه. وليمكن حمله على العموم، وإن اشتمل على تكرار ما، فالحمل على الأول أولى، لأنهم لما وصفوا بالخسارة في هذه التجارة أشير إلى عدم اهتدائهم لطرق التجارة، كما يهتدي إليه التجار البصراء بالأمور التي يربح فيها ويخسر، فهو راجع إلى الترشيح.
ويحتمل عطفه على (اشتروا) بل هو أولى، لان عطفه على (ما ربحت) يوجب ترتبه على ما تقدم بالفاء، فيلزم تأخره عنه، لكن الامر بالعكس.
ويحتمل أن يكون حالا من فاعل اشتروا، أو ربحت، أو ضمير تجارتهم.
وإنما حكم بانتفاء الربح عن تجارتهم وعدم اهتدائهم لطرق التجارة، لان مقصود التجار منها سلامة رأس المال والربح، وهؤلاء قد أضاعوا رأس المال، فكيف يفوزون بالربح الذي هو الفضل عليه!
وروي أنه قد حضر قوم عند رسول الله (صل الله عليه وآله) وقالوا: سبحان الرازق! كان فلان في ضنك وشدة، فسافر ببضاعة جماعة وربح الواحد عشرة، فهو اليوم من مياسير أهل المدينة، وقال جماعة أخرى بحضرته: إن فلانا كان في سعة ودعة وكثرة مال، فسافر في البحر فغرقت سفينته وتلفت أمواله ونجى بنفسه في
(١٤٢)
مفاتيح البحث: الصّلاة (1)، الصدق (1)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 137 138 139 140 141 142 143 144 145 146 147 ... » »»
الفهرست