[مثلهم كمثل الذي استوقد نارا فلما أضاءت ما حوله ذهب الله بنورهم وتركهم في ظلمت لا يبصرون (17) صم بكم عمى فهم لا يرجعون (18)] كمال الفقر والفاقة والحيرة، فقال لهم رسول الله (صلى الله عليه وآله): ألا أخبركم بالأحسن من الأول، والأسوء من الثاني؟ فقالوا: بلى يا رسول الله، فقال: أما الأول فرجل اعتقد في علي بن أبي طالب ما يجب اعتقاده، من كونه وصي رسول الله وأخاه ووليه وخليفته ومفروض الطاعة، فشكر له ربه ونبيه ووصي نبيه، فجمع الله له بذلك خير الدنيا والآخرة، فكانت تجارته أربح وغنيمته أكثر و أعظم. وأما الثاني فرجل أعطى عليا بيعته وأظهر له موافقته، ثم نكث بعد ذلك و خالفه ووالى أعداءه فختم له سوء أعماله فصار إلى عذاب لا يبيد ولا ينفد، ذلك هو الخسران المبين (1).
قال بعض الفضلاء: إن تأويل الآية بالإشارة إلى بطن من بطونها، أن يقال:
أولئك المتوسمون بالايمان الرسمي، هم الذين اشتروا ضلالة ظلمة حجر أنياتهم بهدى نور استعدادهم الفطري لكشف حقائق التوحيد الحقيقي واختاروها عليه، فما ربحت تجارتهم هذه، لأنهم أضاعوا رأس مالهم الذي هو هدى ذوي الاستعداد، فكيف تربح تجارتهم بعد إضاعتهم إياه! والحال أنهم ما كانوا مهتدين لطرق تلك التجارة سالكين سبيل الفوز بها على وجه يربحون ولا يخسرون.
مثلهم: لما بين حقيقة صفة المنافقين، أراد أن يكشف عنها كشفا تاما.