أقول: الصاعقة والصاقعة إذا كانتا اسمي صفتين فجمعهما على القوابل مطرد، أما إذا كانتا مصدرين، فلا، لكن ذلك شئ ذكره صاحب الكشاف والبيضاوي (1) و (2).
حذر الموت: وقرأ ابن أبي ليلى حذار الموت، فقد جاء حذر يحذر حذرا، وحذارا، منصوب على أنه مفعول له ل (يجعلون) فهو علة للجعل المعلل، أي جعلهم أصابعهم في آذانهم لأجل الصواعق واقع الاجل الحذر من الموت المتوهم، لشدة الصوت (3).
والموت عدم الحياة عما من شأنه ذلك، فالتقابل بينه وبين الحياة تقابل العدم والملكة. وقيل: عرض يمنع الاحساس يعرض عقيب الحياة، أي لا يجمعها، فيكون التقابل بينهما تقابل التضاد، واستدل عليه بقوله تعالى: " خلق الموت والحياة " (4) فإن الخلق والايجاد لا يتعلق إلا بالأمور الوجودية.
وأجيب بأن المقصود من الخلق التقدير، ولو سلم فالعدم يمكن أن يخلق باعتبار استمراره، ولو سلم فالذي لا يخلق هو العدم بمعنى السلب، والموت ليس كذلك، كما مر.
والله محيط بالكافرين: أمال أبو عمرو الكاف من الكافرين في موضع الخفض والنصب (5)، وروي ذلك عن الكسائي، والباقي لا يميلون (6). ووجه حسنه لزوم كسرة الراء التي تجري مجرى الكسرتين بعد الفاء المكسورة.
وتلك اعتراضية لا محل لها من الاعراب، وفائدتها أن الحذر من الموت لا يفيد.
ووضع الكافرين موضع المضمر للدلالة على أن أصحاب الصيب كفار، ليظهر